الشطرنج والنرد - فصحى

لـ لفى الهفتاء، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

الشطرنج والنرد - فصحى - لفى الهفتاء

يا لاعبَ الشّطْرَنْجِ والنّرْدِ
إني على نارٍ من الوَجْدِ

لديارِ قومي مَن تطلُّ على
أوطانِ قومٍ من بني أزْدِ

فيها لواءُ النصرِ من زمَنٍ
والعزِّ والتاريخِ والمجْدِ

عنها أخذنا المُلْكَ من مَلِكٍ
منها نزلنا حومةَ الأُسْدِ

فيها التي كلُّ الغَرَامِ لها
هندٌ وما أعْني سوى هنْدِ

من جودِها عِرْقانِ من لبَنٍ
يا ليتَ يسقي جودُها كبْدي

كمْ راشدٍ منها أراهُ غوَى
كيفَ الذي أضحى بلا رشْدِ

سادَتْ بحسنٍ منذ نشأتِها
الحيَّ من حرٍّ ومن عبْدِ

جسَدٌ لها ما مثلهُ جسَدٌ
يزهوهُ ثوبُ السندسِ الوَرْدي

والشعرُ ليلٌ يحتوي قمَراً
وعليهِ إكليلٌ من الورْدِ

والعينُ دعجاءٌ بها حَوَرٌ
للموتِ في ألحاظِها جندي

والأنفُ مصقولٌ بهِ شَمَمٌ
وقَناً كسلّةِ صارمٍ هنْدي

والخدُّ مرآةٌ مُذهَّبَةٌ
وإليها يدنو شعرُها الجَعْدي

كادتْ بلا جُرحٍ تسيلُ دَمَاً
وعليها بعضُ الفلِّ والرَّنْدِ

والثغرُ من جمْرٍ ومن بَرَدٍ
والريقُ من ماءٍ ومن شهْدِ

والعنقُ عنقُ الرئمِ ذو تَلَعٍ
ومُخضَّلٌ بخلاصةِ القَنْدِ

لو فيهِ ذابَ العقدُ من شَبَقٍ
واللهِ لا لوماً على العقْدِ

وهذاك نهدٌ كانَ من عسَلٍ
وهذاك نهدٌ كانَ من زبْدِ

رأْسَاهُمَا فصّانِ حوْلهما
وردٌ ولمْ تلْمَسْهُمَا الأيْدي

أغراني الماءُ العذيُّ إذا
ما سالَ بين النهْدِ والنهْدِ

والخصرُ ملهوفُ الحشى مَرِنٌ
ينآدُ حسناً من صَبا نجْدِ

إنْ مالَ قلتُ الكشحُ ليسَ بهِ
شيءٌ سوى العظمينِ والجلْدِ

والردفُ مثلُ القوزِ مرْتَكِزٌ
يحكي بعيشٍ طائلٍ رَغْدِ

تقولُ: مثلي لم تلدْ أبدَاً
أمٌّ فكانَ الحُسْنُ بي وحْدي

ما شاهدتْ عينٌ على أمَدٍ
حسْناءَ من قبلي ومن بعْدي

ابحثْ عن الحسنِ البهيِّ فلن
تلقاهُ يا خلِّي سوى عنْدي

© 2024 - موقع الشعر