إلى شاعر - سالم الشعباني

يا رفيقي الذي أنت تشبهني
 
في جميع الصفات.
 
وتشبهني شاعرا أخضر الكلمات.
 
وتشبهني في جنوني
 
وتشبهني في شجوني
 
وتشبهني في مجوني.
 
وتشبهني في رحابة ذاتي.
 
وتشبهني حين أمسي
 
على جامح النزوات.
 
لك المجد
 
سر في الطريق الذي تشتهي
 
وكن واثق الخطوات..
 
يا رفيقي الذي باع فرحته
 
علًه يفتديني
 
أنا أحمل العالم الرحب ملء دماغي
 
ولكتّماً العالم الرحب لا يحتويني.
 
وأعلم أنّك مثلي
 
تفرّ إلى مدن لا تراها
 
بها ناعسات العيون.
 
وانًك أودعتني حين ودّعتني
 
شجنا.
 
وسملت عيوني.
 
وقلت : اصطبر أيّها القلب
 
هذا دمي للًّتي وهبتك جناحا
 
وتاجا من الياسمين.
 
وكنًا غريبين في ليلة
 
من ليالي الشتاء الحزين.
 
... غريبان نحن
 
وغربتنا أنّنا لم نزل هكذا
 
في الطريق القويم.
 
وإنّك لمّا تزل صاحبي
 
ونديمي.
 
وانّك لم تحتفل بالبنفسج
 
عند انتشار اللظى في الهشيم .
 
لأنّ الذين رمونا هم الأقربون
 
وهذي خناجرهم في الفؤاد السقيم.
 
فبتّ على قلق لا يعادله قلق
 
وأنا بتّ من وحدتي في عذاب أليم.
 
ولمّا انجلى ليلنا قلت: " يا صاحبي
 
كيف أخفيك سرّ الذي هدً لي مضجعي ؟"
 
قلت:" لم تخفه فضحته عيون الندى
 
والنديم.
 
فكن جلدا وتحمّل
 
سيكتشفون الحقيقة في زهرة لن تموت
 
وفي جدول لن يجفّ
 
وفي نبض حبّ يتيم.
 
ودعهم على غيّهم
 
وانتظر فرحتي في اخضرار الأديم"
© 2024 - موقع الشعر