من أين نبتدئ الحكاية يا علي؟ - سالم الشعباني

يا علي...
 
من أين نبتدئ الكلام
 
والصمت يا أغلي الأحبة من ذهب.
 
الصمت بركان الغضب.
 
وأنا فؤادي بارد كالثلج
 
أبيض كالرخام.
 
من أين نبتدئ القصيد
 
عن اخضر العينين يحلم في صباح العيد
 
بالكبش
 
بالمزمار
 
بالثوب الجديد
 
بطلقة البارود.
 
ويظل يرقب دامع العينين
 
يحلم بالعديد وبالعديد
 
حتى إذا ما الليل أرخى ستره المسود
 
نام على الوعود
 
"نم يا بني غدا يعود الوالد الفلاح
 
من ارض الجريد
 
لك حاملا ما تشتهي وتريد."
 
ألام تحضن فرخها
 
تحنو عليه
 
تجوع كي يقتات
 
جاعت ولم تأكل بثدييها
 
....................................................
 
لم يبق غير وحيدها في البيت كالعقد الفريد
 
والوالد الفلاح سافر ذات يوم للبعيد
 
ولن يعود.
 
... من أين نبتدئ الحكاية
 
ليلى التقيت بها وكان الشعر منسابا
 
على الكتفين يخفق مثل راية
 
تلهو الرياح يه
 
وكان العطر من فستانها الوردي قد غمر الزوايا
 
قالت : "احبك."
 
قلت: بئس الحب ليس الحب للفقراء غاية
 
لي غاية أخرى."
 
ليلى التقت بعدي بأحلام وإيناس وسلوى
 
وتحدثت معهن في كل القضايا والمسائل
 
عن ثوت بوم العيد بعد مضي أسبوع عليه
 
رمته في كوم المز ابل.
 
عن قرطه الذهبي تنوي عجنه
 
.ليصير عقدا أو سلاسل.
 
عن احمر الشفتين من باريس
 
اصبح هذه الأيام شاحب.
 
عن زينب الزنجية السمراء خادمة المنازل
 
لم ترش سريرها عطرا مناسب.
 
ليلى وأحلام تحدثتا عن الشعراء
 
في كل العصور.
 
أنا لم أر أبدا كهذا الشاعر الصعلوك
 
ليس له شعور.
 
قد قال لي :" أنا لا احب"
 
إذن فليس بشاعر هذا ولكن ربما شعرور.
 
ما قيمة الشعراء إن لم يكتبوا
 
عن جيدي المصقول عن خدي النضير
 
ما الشعر إن كان الكلام عن المعاول
 
والمطارق
 
والمناجل والصخور.
 
هذي قضاياهم ونحن لنا النعيم
 
ونحن فيه فكيف نغضب أو نثور
© 2024 - موقع الشعر