في يدي قلمي - سالم الشعباني

في يدي قلمي
 
والصحيفة مفتوحة للكتابة
 
مفتوحة للصهيل.
 
وأنا في ذهول.
 
كبف ابدأ هدا القصيد
 
وماذا عساي أقول؟
 
خانت الكلمات.
 
وها طيف من تيمتني يحيرني
 
قمر أم رسول؟
 
قمر أم رسول؟
 
.....توكأ إذن.
 
توكأ على وهن ربما لن تموت.
 
، وعدل قليلا مسارك
 
لا تنحن لشمال.
 
ولا تنحن ليمين.
 
لأن الطريق الذي أنت فيه انتهى صنما
 
تدحرجه صبية غي الشوارع
 
كم كنت تحسبه لا يزول.
 
توكأ عى وهن ثم قل:
 
سلام على الكادحين
 
سلام من القلب
 
أنى التفتم تروني
 
وأنى اقمتم تروني.
 
وقد حان كي أستريح قليلا
 
وكي تعذروني قليل.
 
لأن الطيور التي تنقر القلب
 
عشرين عاما تروم الرحيل.
 
تريد تسافر من حطب يابس
 
الى غصن ورد جميل.
 
توكأ على وهن ثم لا تصطف بعد ما كان
 
إلا الخليل الخليل.
 
وكن بين هذا وذاك فتى سيدا
 
لا يبدله عتب أو ملام.
 
ولو قيل عنك سفيه.
 
فأسفه منك الذين يلوكون هذا الكلام.
 
لماذا ترى حين كنت تقوم بدور المهرج
 
كانوا يصيحون في فاعة صفصف:
 
يا سلام.؟
 
لماذا ترى بايعوك على الظلمات زمانا طويلا
 
وحين استدرت الى الشمس
 
غاصت خناجرهم فجأة في العظام؟
 
.... يا صديقي، بلادك ضيقة
 
والمدى واسع كالجنون.
 
المدى لا تراه العيون.
 
طيب مثل إطلالة البدر أنت
 
ومؤتلق لا تخون.
 
لم تقل للرفاق الذي تجمعهم من شتات:
 
وداعا.
 
ولكن الى الملتقى,
 
غدا.
 
ربما بغد غد.
 
إذا اخضر غصن وأزهر هذا البلد.
 
تحب البلاد
 
وهل شاعر في البلاد أحب البلاد
 
كما أنت أحببتها والجناح مهيض؟
 
هده الأرض كم مرهق حبها
 
واستراح الذي تاب من حبها
 
ثم أنت المريض.
 
ظامئ والغمام الذي أنت تلهث
 
في إثره عاقر لا يفيض.
© 2024 - موقع الشعر