باقات شعرية ساخرة - ماجد الراوي

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثقيلان
 
 
إذا ماجاء زَيْدٌ ثم عمرو
كِلا الإثْنَينِ أثْقَلُ مِنْ حَديْدِ
شَبِيهُ الشَّيءِ مُنْجَذِبٌ إليهِ
فَما أحْلى البَلِيْدَ مَعَ البَليدِ
تَلاقى البارِدانِ بِيَومِ صَيْفٍ
فَحانَتْ هَجْمَةُ البَرْدِ الشَّديدِ
وصارَ الماءُ مِنْ ذا البَرْدِ صَلْباً
وعاشَ النّاسُ في العَصْرِ الجَليدي
من ديوانه المطبوع طيوف ساحرة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الضفدع والحمامة
 
حَكى ضِفْدَعٌ لي بِصَوتِ الذَّلِيْلْ
وقالَ اسْتَمِعْ قِصَّتي يا صَديْقْ
كرهت النقيق ورمت البديل
بإتْقانَ صَوتِ الحَمامِ الرَّقيْقْ
فلَمْ أسْتَطِعْ أنْ أُجيْدَ الهَديْلْ
ولكِنَّني قدْ نَسِيْتُ النَّقيْقْ
وهاأنذا كُلُّ وَقْتي عَويْلْ
فَقَدْتُ الرَّجاءَ وضاعَ الطَّريْقْ
 
من ديوان طيوف ساحرة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
خبّاز حارتنا
 
خبّازَ حارتنا يا خيرَ خبَّازِ
يا من عِنادُكَ أعْيى داؤهُ الرازي
أمام فُرنِكَ تلقى النّاسَ دائخةً
كأنَّها النملُ لما رُشَّ بالكازِ
هاجوا ونادوا بصوتٍ شابَهُ شَجَنٌ
كأنَّما وقْعُهُ عَزْفٌ من الجازِ
خبزي كَخُبزِكَ يا خبّازُ تَخْبِزُهُ
خبزتَ خُبْزَكَ فاخْبِزْ بعضَ أخبازي
 
من ديوان الوشاح المطبوع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بدين
 
يا صاحبي مالي أراكَ مُرَبَّعاً
الطولُ منهُ مُشابهٌ للعَرْضِ
وإذا ضربنا عرضَهُ في طولِهِ
يَنسَدُّ ما بين السما والأرضِ
فإذا رأيتُكَ نائماً أو قاعداً
أو قائماً أو في الفيافي تمضي
فبأيِّ حالٍ لستَ غَيْرَ مُرَبَّعٍ
ولنفسِ شكلٍ في النتيجةِ تُفْضي
 
 
من ديوان الوشاح )
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بائع خضراوات
 
أحد أصدقائي كان يكتب الشعر فهجره
وذهب يبيع خضراوات فقلت له مازحا
 
غزا الاسواق في بدء النهار
فعمرو بائع خضرا وشار
وعاف قصائد الاشعار جنبا
وبدّلها بفجل أو خيار
أصبت الحق يامحظوظ فاهنأ
حذار بان تحن لها حذار
أرى الاشعار يصحبها افتقار
وبيع الفجل يأتي بالنضار
 
من ديوان طيوف ساحرة المطبوع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الصياد والسمكة
 
العين جاحظة تبدو بلا حركه
و الوجه منكمش يرنو الى الشبكه‏
هذا الموظف يعلو حوله صخب‏
لكن جوارحه بالصيد منهمكه
أتى المواطن يمشي و هو يرصده‏
يقول : يا ليتها تأتي هنا السمكه
مس المواطن فخاً كان ينصبه‏
فصاده شبك في حنكة حبكه‏
فراح يرفس في الأشراك مرتبكاً
‏ ذعراً و قد غمرت صياده البركه
وعاف أجيابه مقلوبة وهنا‏
راح الموظف يمشي مشية الديكه‏
كأنه ثعلب قد صاد فرخ قطا‏
أو قطة لقطت في ظلمة ودكه
مواهب الناس في الدنيا منوعة
‏ و الله أعطاه في صيد الورى ملكه‏
من بؤس هذا و ذا كانت سعادته‏
فالناس في صنعها يا صاح مشتركه
 
ماجد الراوي نقلا عن صحيفة الفرات السورية
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ومن أخطاء الأطباء البيطريين أنقل هذه الحادثة من ديواني المطبوع الوشاح
 
الثور والطبيب البيطري
 
كان مع الشاعر في الوحدة الإرشادية الزراعية طبيب بيطري غير متمكن من عمله ، عالج أحد الأثوار في القريةفأخطا في العلاج فنطحه الثور فانقلب وكاد يموت فوصف الحادثة بهذه القصيدة
 
نَطَحَ الثُّورُ طبيباً ورَفَسْ
فغدا الدكتورُ مَقْطوعَ النَّفَسْ
قالَ : جاؤوني وجسْمي مُنْهكٌ
بطبيبٍ يَحْسَبُ الجَحْشَ فَرَسْ
كنتُ أشكو من صُداعٍ عابرٍ
وبأُذنيَّ طنينٌ كالجَرَسْ
جَرَّ أُذْني وحَباني إبرَةً
صِحْتُ حتّى حَزَّ بلعومي المَرَسْ
نحوَ خَلْفٍ صِرتُ أمشي دائخاً
زاغَتْ العَينانُ والرأسُ انعكَسْ
ياأهالي الحي أضناني الأسى
غَضَبٌ ثارَ بصدري واحْتَبَسْ
كمْ خَروفٍ ذي زُكامٍ جاءَهُ
حينَ أعطاهُ دواءً ما عَطَسْ
كمْ دُوَيكٍ مُدْنَفٍ عالَجَهُ
جَرَّهُ الكنّاسُ صُبحاً إذْ كَنَسْ
كمْ حِصانٍ جاءَ يشكو جَرَباً
ماتَ مَغدوراً وحرفاً ما نَبَسْ
ذا طبيبٌ لايراعي حالنا
إذ رآنا جُهَلا وهوَ دَرَسْ
 
ما عطس : أي مات .
ماجد الراوي من ديوانه المطبوع الوشاح
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
طبيب أسنان
 
ذهبتُ إلى طبيب ذات يوم
لأشفي عنده آلام ضرسي
فهدّم كل أسناني كأني
حضرت حروب ذبيانٍ وعبس
فقلت له: هنيئا ياطبيبي
ملكتَ دراهما وملكتَ ( تكسي )
ولكن في علوم الطب حقا
تشابه أطرشا في يوم عرسِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
--------------------------
الحارة السعيدة
شعر ماجد الراوي من ديوان طيوف ساحرة
 
طلب مني أحد الأصدقاء زيارته في حارته الشعبية المتواضعة
وأن أنظم شكواه عن حارته وفوضى الجوار شعرا على لسانه
ونزولا عند رغبته كانت الأبيات التالية
 
لي حارةٌ أصبحت شمطاءَ كاسفة
ووجهها بات محتاجا لتجميل
الشوك والصخر والأنقاض داخلها
قطرٌ لدائرة زادت على ميلِ
فكم علقتُ بأسلاك بساحتها
حتى مشيتُ وما أحلى خلاخيلي
وكم صدمتُ ووجهُ الليل معتكرٌ
أشلاء حاويةٍ أو نصف برميل
إذا جوانبها عضت على قدمي
كأنما عضني التمساح في النيل
كم علبة درجت تحتي فرحتُ بها
أكرّ مابين إصعادٍ وتنزيل
أبيت أركلها عمدا لأبعدها
كأنني لاعب الكأس البرازيلي
أقول للنفس كي أحيي تفاؤلها
ماقاله حالمٌ والقول يحلو لي
كن ضاحكا تجد الأكوان ضاحكةً
لاتيأسنّ فهذا غير مقبول
هذا الركام أزاهيرٌ ملوّنة
لسوف أمشي به في العرض والطول
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
شرطي مرور
 
لشُرطيِّ المُرورِ وقَفتُ لمّا
أشارَ بكَفِِّهِ من أينَ آتِ ؟
فقلتُ : أتيتُ من بَيتي وعندي
شهادَةُ مَرْكَبٍ فأجابَ : هاتِ
فقالَ : لديكَ ضَوءٌ حينَ تمشي
فقلتُ : يُضيءُ في كلِّ الجهاتِ
فقالَ : مُنَبِهاً لم تَحوِ حتماً
فقلتُ : يَهُزُّ أركانَ الفلاةِ
فقالَ : مَكابحٌ فأجَبْتُ عندي
وغَمَّازٌ يُغَمِّزُ يا أغاتي
فقالَ : أأنتَ في باريسَ تَحْيا
أمْ انَّكَ ساكِنٌ أرضَ الفراتِ
لقد أحكَمْتَها منْ كُلِّ صوب
وحَقَِ اللهِ قد نَشفتْ لهاتي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
© 2024 - موقع الشعر