اليوم يئس الذين كفروا من دينكم! (أرجوزة شعرية) - أحمد علي سليمان

إن أهل الإيمان رهنَ التحدي
والخسارُ يا غربُ عُقبى التعدي

لن تنالوا أهل التقى والمعالي
فاخسأوا يا أهل الهوى والضلال

ما استطعتم تحريف دين قويمِ
إنه تنزيل العزيز العليمِ

قد يئستم من كل دس وزيفِ
والديارُ عانت صنوفَ التشفي

كم فتنتم عن الرشاد قطيعا
واخترعتم له الفجور الرقيعا

فاغتذى القومُ بالخنا والمُجونِ
واستكانوا في عيشهم للمَنونِ

زاعمين أن الفسوقَ رفاهة
خابَ قومٌ يستعذبون السفاهة!

كل غِر في التيه أدلى بدلوِ
والقلوبُ ناءتْ بأبأس غفوِ

والحياة باءت بضيق وضنكِ
والدماءُ خصتْ بأخطر سفكِ

ثم ولى سعدٌ ويُسرٌ ورزقُ
كيف من هذي المدلهمّات عتقُ؟

أيها الغرب كم دَهيْتَ البرايا
وافتعلتَ في كل صُقع رزايا!

لم تزلْ في أرحابنا تستطيلُ
وهنا من ضُلالنا تستميلُ

كم نشرتَ التضليلَ في كل وادِ
ثم ضاقت به ربوعُ البلادِ!

ما استحيتم مما يَشين ويُخزي
والأمورُ باتت كمثل اللغزِ

كم وددتم لو ضل من تاب منّا
وأشعتم كل الأراجيف عنّا!

كي نكون في الكفر قوماً سواءَ
ثم تمسِي نارُ السعير جزاءَ

مثلما خِبتم - في الحياة - نخيبُ
إن هذا والله شيءٌ عجيبُ

مثلما ضعتم يا غواةُ نضيعُ
وجنانَ المولى ببخس نبيعُ

مثلما حِدتم عن هداكم نحيدُ
ثم نزوي عن الهُدى ونبيدُ

هل أتاكم بالفسق والدعر (موسى)؟
أو أتاكم بالشِرك والكفر (عيسى)؟

إن (موسى) مما ادعيتم بريءُ
يا دعاة التضليل هيا أفيئوا

إن (عيسى) عما افتريتم تسامَى
فاضبطوا الفعل والهُدى والكلاما

ما أتاكم بالموبقات نبيُّ
فلماذا هذا التجني الشقيُّ؟

سيردّ أهل الرشادِ عليكمْ
والوبالُ يوماً يعود إليكمْ

صامدون مهما اعتدى كل غِرِّ
والصمودُ يوماً يبوء بنصرِ

© 2024 - موقع الشعر