القاتل البطيء (التدخين) - (أرجوزة شعرية) - أحمد علي سليمان

قاتلٌ كم سطرتُ عنه بلاغا
ثم أمسى بين الورى مستساغا

قاتلٌ يُفني كل جسم سليمِ
لم يكن يوماً في الورى بالسقيمِ

قاتلٌ فردٌ والضحايا كثيرُ
شرُّهُ المحضُ بيننا مستطيرُ

قاتلٌ والمقتولُ يثني عليهِ
ثم يُلقي السمومَ من شفتيهِ

قاتلٌ كم أردى صِحاحَ البرايا
وعليهم ألقى الأذى والرزايا

قاتلٌ ذي أمراضُه ليس تُحصى
ليته من دنيا الرعاديد يُقصى

قاتلٌ والإصرارُ منه تبدّى
واستمات في حربه وتحدّى

قاتلٌ قتلاه المعاتيهُ ضاعوا
عندما شيطانَ الدخان أطاعوا

قاتل كم سنّ المُدى والحِرابا
والمجانينُ تستيغ العذابا

قاتل في شرع المليك حرامُ
مثلما القتلُ والزنا والمُدامُ

هل وعت هذا زمرة المدمنينا؟
إن قولي أمسى بلاغاً مبينا

ليس يهوى التدخين كَلا حريصُ
إذ له من إدمان سُم مَحيصُ

إنه الفخ خطه الأعداءُ
ثم تُفضي لعِشقهِ الأهواءُ

يغمرون بالموبقات البلادا
كي يُبيدوا رغم الأنوف العِبادا

والدعايات أثرتْ في القطيع
والفتاوى تختال في التطويع

قيل مكروهٌ ما على المرء بأسُ
والحرامُ مِن خمرة السُكْر كأسُ

وإذا بالإدمان يُردي المرضى
ثم عجَّتْ في الأرض أعتى فوضى

وإذا بالسيجار يغزو الديارا
وإذا بالنرجيل بالتبغ فارا

أيها الجيلُ افهم ولا تترهلْ
أعمِل العقل إن تكن تتعقلْ

واستمع لي قبل الضياع الأكيدِ
إن سرّ الأعدا بدا مِن بعيدِ

لا يريد الأعداءُ جيلاً تغذى
بالمعالي بل بالعُلا يتأذى

لا يريد الأعداءُ جيلاً قويّا
يُحْدِث اليومَ ثورة ودويّا

لا يريد الأعداءُ جيلاً صحيحا
بل يريد الكفار جيلاً كسيحا

لا يريد الأعداءُ داراً عتيدةْ
بل دويلاتٍ عن هداها شريدةْ

لا يريد الأعداءُ غيرَ التدني
ولذا كالوا بالشائعاتِ التجني

أفهمونا أن السجائر كيفُ
فإذا بالتدخين في الدار ضيفُ

ليت شعري هل يستفيق الندامى
من سُبات واللهِ أدمى النياما؟

ربِّ سَلمْ من تُرّهاتِ الأعادي
صدّقوني التدخين أخبثُ عادِ

© 2024 - موقع الشعر