برقية شكر شعرية! (أقرضني وصبر علي) - أحمد علي سليمان

جوزيتَ خيراً على ما جُدتَ مُحتسبا
وعِشتَ - يا صاحبي - للمُعدِمين أبا

ووفق الله مَن أذهبتَ فاقته
إلى السداد بمِيعادٍ له ضُربا

ما زلت تُعطي بلا مَنّ ، وتمهلنا
والمَن بالأجر في يوم الجزا ذهبا

ولا أزكيك – بالأشعار - أسْطرها
حسيبك الله من يعْلي لك الرتبا

إني أقول الذي أقول مُجتهداً
وكل قولي - على ظني - لقد غلبا

إن العطاء - بدون المَنّ - مَنقبة
والمَنّ أخبث ما دهى الأنامَ وَبا

شكرتُ بَذلك مُختالاً ومُفتخراً
بخِيرة الصحب ، أطري العلم والأدبا

وأجعل الشعر عنوانا لصحبتنا
والشعر أنبل ما (أديبنا) كتبا

على بساط قريض العُرب كان لنا
أرجى لقاءٍ يُزيل الهمّ والنصبا

كم اتفقنا على الثوابت احتضنتْ
إخاءنا ، فغدا هذا الإخا نسبا

وكم نهلنا من القريض أعذبَه
وكم مَدَدْنا إلى بحوره سَببا

وكم طرحنا من الأفكار دون هوى
لكي نزيل سَقيمَ الفكر والريَبا

وكم دخلنا متاهاتٍ بلا وجل
فنحنُ في البحث كم نستعذب النصبا

وكم طربنا إذا الإنجاز حالفنا
والفوز يستجلبُ السرورَ والطربا

وكم تحمّل كلٌ حزم صاحبه
تحملاً بلطيف الصبر مُختضبا

كم اختلفنا ، وما زالت مَودتنا
إن الخلاف يذرّ الضنك والوَدبا

إن الصداقة تكليفٌ وتضحية
والأجرُ - عند مليك الناس - ما ذهبا

نحن التقينا ، وكان الشعر مَوعدَنا
به اختصرنا المَدى ، والبُعدَ ، والحِقبا

وكان (مأمونُ) في اللقيا مُضيّفنا
في خلوةٍ طلعتْ أنوارُ بَهجتها

أجواؤها قلتِ الجدالَ والصخبا
أدام ربك - في الدنيا - مَودتنا

لا يخذلُ الله عبداً جدّ واحتسبا
© 2024 - موقع الشعر