مــن أيـــن أبـــدأ - فٌصحــى - - رنيم الفارسي

مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ بالقصِيدِ أمِنْ دَمِي؟
وَأَبُثُّ جَرْحِي أَمْ أَصُوغُ تَأَلُّمِي؟

يَا أَيُّها القَلَمُ الأَسِيرُ سَئِمْتُ مِنْ
حَرفٍ تَلْعَثَمَ بِالجِراحِ عَلَى فَمِي

مَا عَادَ لِي فِي الحِبْرِ أَيُّ رَغَائِبٍ
أَصْبُو إليهَا باخْتِلاقِ تَبَسُّمِي

فِمرارُ دَمْعيَ قد تَمَازَجَ بالنَّوى
وَلَهِيبُ حُزنيَ مِنْ سِمَاتِ تكلُّمي

وَلَقَدْ أَتَيْتُ بِحِيرَتي وَتَضَعْضُعِي
لأَسُوقَ حَرْفاً لَمْ أَجْدهُ بِمُعْجَمِي

مَاعُدْتُ أَهْوَى فِي المِدَادِ تَلَعْثُماً
إلا بِحِبْرٍِ قَدْ يُجهّزُ مَأتَمِي 

وَجَعِي أَنَا كَسَحَابةٍ قَدْ أَمْطَرَتْ
مَوْتي فَأَثْمَرفِي التُّرابِ تحطّمي

أَرَأَيْتَنَي يَا سَاقِيَ الحُزْنِ النًّدِي
أَشْكُو كَثِيرَ السّعْدِ حَتَّى أَحْتَمِي ؟

أَمْ هَلْ تَرَانِي هَائِماً مُتَغَزِّلاً
فِي حُبِّ لَيْلَى أَوْ بِعَدِّ الأَنْجُمِ

أَسْقَيْتَنِي قَهْراً إلى أن فَاضَ وَا
ديَ دَمْعَتِي بِلَهِيِبِهِ المُتَضَّرِمِ

أَرَأيتَنِي وَالآهُ تطعنُ في الحَشَا
أَهْوَى وَفِيَّ كمثْلُ لَدْغِ الأَرْقَمِ؟

أَنَا مَنْ أُرَدِّدُ خَلْفَ قُضْبانِ الأَسَى
أَوَّااااااهُ لَكِنْ لِلأَصَمِّ الأّبْكَمِ

أَنَا مَنْ فَرَشْتُ لَهِيبَ صَبْري وَالْتَحَفْ
تُ سَمَاءَ وَجْدِي فِي الدَيَاجِرِِ أرتمي

وَإِذِ التَجَأتُ إلى الصَّبَاحِ فَنُورُهُ
يَخْفو وَيخلفني بيأسٍ معتمِ

أنَا إِنْ سُئِلْتُ هَوِّيتِي أَوْ مَوْطِنِي
سَأَقُولُ إنِّي للمَوَاجِعِ أَنْتَمِي

© 2024 - موقع الشعر