نهار الأسئلة - عبدالحميد كاظم الصائح

النهار الذي يعرج الي
 
نسي الليلة الفائتة مفتوحة
 
وارتمى على البساط ينزف
 
يتلمّس كالأعمى خربة الظلام .
 
النهار الذي يعرج الي
 
محشواً بالصراخ والعطش
 
وذكرى حكمة تهاجر خارج السرب
 
حمل ضمادي الوحيد
 
وألقى عباءته الممزقه عليّ
 
وبكى, بكى كثيرا...
 
حتى تمزقت بطاقته الشخصية
 
ونفى أن يكون نائما في الليلة الفائتة .
 
النهار الذي يعرج الي
 
أحرج خزائني الفارغه
 
ومقترحات الرثاء التي افترضتها لأبي
 
والنوافذ التي زينتها بالموسيقى
 
وكأس الندم الذي نسيه اللصّ في المنزل
 
النهار الذي يعرج اليّ
 
أ شار الى عيني ... فنمت
 
أشار الى منامي ... حلمت
 
أشار الى حلمي ... فتطاير المكان
 
مرّ بي على بقايا المدينة
 
أطلال وغرقى
 
توابيت معتقة
 
وخيول عمياء يلتهما الحريق .
 
النهار الذي يعرج الي
 
أدخل القمر الى غرفتي
 
وافتضّ سكوني
 
أراني البحار تتحطم
 
حين خلد الربّان الى النوم
 
أقلع بنا القاع
 
ونسينا تنفسنا على المراكب
 
نفتّش عن أدلائنا
 
ونمسح الخسارة بالسكوت .
 
النهار الذي يعرج الي
 
ياأيها النهار الذي تعرج الي
 
ليس في دفاتري سواي أبيض
 
مكوم كالرماد العربي
 
وليس في غرفتي غير فجر سري
 
أخبئه عن غيوم كاذبة تضحك
 
وسماء ملبدة بما لا يقال
 
وليس في دفاتري غير بيوت وأسفار مخططه على الورق
 
وعاصفة لم تنفجر بعد
 
وصفات ألعب بها واحياها واهذي بتاثيرها
 
وليس لدي سوى كون واحد
 
أشعل حرائقي فيه
 
وأتدفأ على الوهم
 
وأوقد تاريخي المبتلّ بين اسئلته .
 
وليس لي سوى حياة واحدة
 
لذا قطعت تذكرة الاياب فقط ,
 
فكيف لي- ايها النهار الذي يعرج الي –
 
أن أخبئك عن دم فاسد
 
وأصورك في هيئة حطام .
 
النهار الذي يعرج الي
 
تذوّق قلبي
 
واخرج من الجليد مراكبي وتوابيتي الناشفة
 
واشعل بيوتي وبحاري وامكنتي
 
ضخ الدم الى وريدي
 
شدّني الي اليقظة من ثوبي
 
فاشتعلت
 
أبحث في الأماكن كالحريق عن الأسئلة .
© 2024 - موقع الشعر