شتاء

لـ عبدالحميد كاظم الصائح، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

شتاء - عبدالحميد كاظم الصائح

في شتاء ٍ مُفتَرَضْ
 
أروّضُ موتي المرابطَ عندَ البابْ
 
وأدخلُ حاشيتي الى الضبابْ
 
وأتركُ سيرتي المرتبكة َتلهو أمامَ موقدِ الكلماتْ
 
هنا… تهطلُ أمطارٌ مكتوبةْ
 
تتلوّى ظلالٌ لأرصفةٍ
 
وحواملُ يهدّدنَ المنجمينْ
 
أقمتُ إمطاري وجذوري
 
وأوقفتُ الهواءَ عن الجريانْ
 
لآخذ َقسطاً من الموتْ
 
أمرّ على الكتابةِ مشياً
 
فيسيلُ دماغي ليعشبَ أريافاً
 
وحقائبَ ليستْ أشجاراً
 
أعلمّهُا الحلمَ في الممات ْ
 
وأستدينُ عزلةً لشتاءٍ مفترض ْ.
 
في شتاءٍ مفترض ْ
 
أبتكرُ لصوصاً أراقبُهم
 
وحرّاساً يلاحقونَ نشيدي
 
أقفلُ النوافذَ بالليلْ
 
وأحملُها الى يقيني .
 
في شتاءٍ مفترض ْ
 
أنظّفُ الغرفة َمن الفصول
 
وأجلدُ سلطاناً بالياً
 
أطعمُُه االقشّ .. وأنظّفه من الوهم .
 
أنا الساكتُ الخاسرْ
 
ليس لي نساءٌ غيرُ شتاءٍ مفترضْ
 
وليس لي من المدنْ غيرُ أناشيدَ باليةْ
 
وسلطاتٍ أفرّطُ بها كلَ نهار
 
لا ذبلَ مثلَ دليلٍ عاطلْ
 
ومسافةٍ مشتعلةٍ بالهاربينْ
 
فخذني الى صلاتِكَ أيّها الشتاءْ
 
خذ لهيبي وصمتي والتي قذفتْها الكارثة .
 
خذ قوائمي ووهمي وحدائقي المرّة
 
خذ بصري لأحلمْ
 
وطفولتي لأستعيدَ قواي
 
وجنوني لألهو
 
واتركِ الفراغ َمثلجاً ودمي وبراءتي
 
لأدعوكَ الى حفلةِ الألم
 
ترى مالا يرى :
 
النعوتُ فوضى
 
والشعرُ ممالكُ مباحةْ
 
واللغة ُبلا أفضية ٍوعشاقٍ وعناوينَ ودلالاتْ
 
الشعوب ُالتي صنّفتها المحاذير
 
مقلوبة مصغرة على موائد من ذهب .
 
في شتاءٍ مفترض
 
أضيءُ البردَ بارتجافي
 
وأتذكر البدوَ : تقاتلوا عند مولدي
 
فورّثني الزمانُ دمَه .
 
بقعاً علىتنفسي
 
بقعاً على الكتبِ والقصص ِوالأسئلة .
 
بقعاً على جباهِ النساءِ وأبوابِ المدن ِونوافذِ التأملات
 
بقعاً على وصيّة ِالأبْ وخَرَفِ المعرفةْ .
 
بقعاً على الكلامِ وااليقين ِوالنومِ والطفولةِ والبياضْ
 
ولست ُبعدَ ذلك غيرَ صدى
 
صدىً وسنارةٍ تحرضُ الأسماكَ على الهربْ .
 
في شتاءٍ مفترض
 
ألمّك ياشعاعي المبعثرَ على الوجوه ْ
 
وأحقنُك بالندمْ
 
ياضميرا تأخر عن القافلة
© 2024 - موقع الشعر