وليكم الله الذي لم يزل لنا - البحتري

وَليُّكُمُ الله الذي لمْ يَزَلْ لَنَا
وَليَّ دُرُوءٍ عَنكُمُ وَدِفاعِ

لقَد سرّني أنّ العَوَاقِبَ رَوّعَتْ
عِداكُمْ برَأسَيْ تَامِشٍ وَشُجاعِ

وَكانَا خَبيثَيْ ظاهِرٍ وَسَرِيرَةٍ
لَكُمْ، وَقَبيحَيْ رُؤيَةٍ وَسَماعِ

أقَامَا قَرِينَيْ غَيّةٍ وَضَلاَلَةٍ،
وَبَانَا قَتِيلَيْ غِرّةٍ وَضَيَاعِ

وَقَدْ أمَرَا بالرّشدِ حِيناً فعَاصَيا،
وَكمْ آمِرٍ بالرّشدِ غيرِ مُطاعِ

فقُلْ للإمَامِ المُستَعِينِ الذي لَهُ
تُرَاثُ قُصَيٍّ، من عُلا، وَمَساعِ

أقِمْ بابنِ يَزْدَادَ الأُمُورَ، فإنّهُ
لَهَا خَيرُ وَالٍ تَصْطَفِيهِ، وَرَاعِ

أمانَةُ صَدْرٍ، واضْطِلاعُ كِفَايَةٍ،
وَصِحّةُ عَزْمٍ، واتّساعُ ذِرَاعِ

ألانَ ابتَعَثْتَ الرّأيَ غَيرَ مُثَبَّجٍ
بهِ واقتَبَلْتَ الرّشدَ غيرَ مُضَاعِ

© 2024 - موقع الشعر