لك في المجد أول وأخير - البحتري

لكَ في المَجدِ أوّلٌ وَأخيرُ،
وَمَسَاعٍ، صَغيرُهُنّ كَبِيرُ

يا ابنَ عَمّ النّبيّ لا زَالَ للدّنّْ
يَا ثِمَالٌ مِنْ رَاحَتَيكَ غَزِيرُ

أيُّ مَحْلٍ عَرَا، فَكَفُّكَ غَيثٌ
أوْ ظَلامٍ دَجَا، فوَجهُكَ نُورُ

وَمَقتْكَ القُلُوبُ لَمّا تَرَاءَتْ
كَ وليداً، وَأكبرَتكَ الصّدورُ

وَاكتَنَى باسمِكَ الرّشيدُ لعِلمٍ
بكَ ماضٍ، وَجدُّكَ المَنصُورُ

يَتَوَلّى النّبيُّ مَا تَتَوَلاّ
هُ، وَيَرْضَى من سَيرِهِ ما تَسيرُ

حُزْتَ ميرَاثَهُ بِحَقٍّ مُبِينٍ
كلُّ حَقٍّ سَواهُ إفْكٌ وَزُورُ

فلَكَ السّيفُ والعِمامةُ، وَالخا
تَمُ، وَالبُرْدُ، والعَصا، وَالسّرِيرُ

وَأُمُورُ الدّنْيَا تُنْفِذُها بالّدْ
ينُ مُذْ صُيّرَتْ إلَيكَ الأمورُ

تَتَوَخَى الهُدى وَتَحكُمُ بالحْق
وَتَرْجُو تجارَةً لا تَبُورُ

إنّ هذا يوم النّوْرُوزَ عّاًدَ إلى العَهْ
دِ الذي كانَ سَنَّهُ أرْدَشِيرُ

أنت حولته إلى الحاله الأو
لى، وقد كان حائرا يستدير

وَافتَتَحْتَ الخَرَاجَ فيهِ فَلِلأُمّةِ
في ذكَ مَرْفِقٌ مَذْكُورُ

مِنْهُمُ الحَمْدُ وَالثّنَاءُ وَمنكَ ال
عَدْلُ فيهِمْ، وَالنّائِلُ المَشكُورُ

وَأرَى قصرَكَ استَبَدّ مَعَ الحُسْ
نِ بفَضْلٍ ما أعطِيَتْهُ القُصُورُ

رَقّ فيه الهَواءُ واطّرَدَ المَا
ءُ فساحتْ في ضِفّتَيهِ البُحورُ

طالَعَتْكَ السّعُودُ فيهِ، وَتمَتْ
لكَ فيناِ النُّعمَى، وِدامَ السّرُورُ

يا ظَهِيرَ النّدَى، وَنِعمَ الظّهيرُ
وَنَصِيرَ العُلا، وَنِعْمَ النّصِيرُ

دُمْ لَنَا بالبَقَاءِ ما قامَ رَضْوى
وَأقِمْ مَا أقَامَ فِينَا ثَبِيرُ

© 2024 - موقع الشعر