بني عثمان أنتم في غنى - البحتري

بَني عُثْمانَ! أنْتُمْ، في غُنَىٍّ،
رُعَاعٌ، وَهْيَ في قَيْسٍ رُعَاعُ

مَتَى يُقَرى السّديفُ بساحَتَيكُمْ
وَمُرُّ المَاءِ عِنْدكُمُ يُباعُ

وَإنّ بَخيلَكُمْ بالجُودِ يُكْنَى
سفَاهاً، وَاسْمُ صِفْرِدِكُمْ شُجاعُ

أبِالأسْماءِ وَالألْقَابِ فيكُمْ،
يُنَالُ المَجدُ، وَالشّرَفُ اليَفَاعُ

وَكُنتُمْ، بَعدَ عَبدِكُمُ نَظيفٍ،
رَبِيضاً أُطْلِقَتْ فيهِ السّبَاعُ

يَعِزُّ عَليّ مَا صَنَعَتْ سَليمٌ
بكُمْ، وَالحَرْبُ فاحِشَةٌ شَنَاعُ

وَتَخْلِيَةُ الدّيَارِ، فَلا سَرُوجٌ
مَحَلٌّ للقَوِيمِ، وَلا الفِرَاعُ

وَخِذْلانُ العَشَائرِ، حَيثُ أمّتْ
هَوَازِنُ داركُمْ، وَهُمُ سِرَاعُ

وَقَدْ ذَبَحُوكُمُ سَرَفاً وَبَغياً،
بِتَلّ عُقبََ أذْكَرَهُ المِصَاعُ

فَما حامَتْ بَنو عَبسٍ عَلَيكُمْ،
وَلا قالَتْ فَزَارَةُ: لا تُرَاعُوا

© 2024 - موقع الشعر