رماد... إمعيتيقة - علي صدقي عبدالقادر

جراد، جراد!!!
 
من (العالم الحر)، من برج ناطحة للسحاب
 
تشير إلى موطني، يد تمثال حرية باردة
 
كجدران مقبرة، صلبت في الشتاء
 
لتغري الجراد، بإحراج حناء أرضي
 
لتغري الجراد، بأعين أطفالنا الطيبين
 
وعند مساء خريف
 
أتانا الجراد
 
وقد جرح الشمس، إذ صب في عينها سرة من دخان
 
دخان من العالم الحر، من مصنع الذرة
 
لئلا نرى يشنق السلم، في قريتي
 
ويطحن ثغر (إمعيتيقة)
 
وعند الصباح، يصلي لأجل السلام
 
ويبكي (إمعيتيقة)
 
بدمع كذوب
 
فتنبت أدمعه الشوك، والحنظل الكافرا
 
وتنبت ثأراً وحقداً
 
* * *
 
جراد، جراد!!!
 
من العالم الحر سد الأفق
 
بأجنحة من غسق
 
بها يختنق
 
ومن يومها حزنت نخلة
 
أبي قد سقاها بعينيه، عند أذان الصباح
 
يباركها، وهو ماض إلى المسجد
 
مع الله في موعد
 
ومن يومها لم تهبنا فصوص الثمر
 
ولم تعط حتى الظلال، ظلال الشجر
 
لئلا يذوق الجراد، رحيق النخيل
 
ولا يتقي بالظلال الهجير
 
لتبقى حزينة
 
وفي حزنها كبرياء النخيل
 
* * *
 
وفي موطني حيث تلعب طفلة
 
وفي خدها نبع غنوة
 
تضيق أجفانها من شعاع النهار
 
وفي ثوبها مسبح للنجوم
 
تغوص به، عند صحو الصباح
 
وتطفو بعروته بالمساء
 
فتنشرها الريح بين حقول السماء
 
وتغفو (إمعيتيقة)
 
على قصص الجدة الحانية
 
وتنهض، في خطوها يستفيق الربيع
 
وتقرع صنج مدائن.. تبدو بعيدة
 
مسورة بمواويل، زرق الحواشي،
 
ببوح بنفسجة حالمة
 
* * *
 
جراد، جراد!!!
 
يحطم قنديل أم (إمعيتيقة)
 
يهدم صدر (إمعيتيقة)
 
ويقضي على البيت، والديك، والديه
 
بألسنة اللهب الصادية
 
ولم يبق غير الرماد
 
رماد أغاني (إمعيتيقة)
© 2024 - موقع الشعر