كــم.. اشـتـهـي!!! - علي صدقي عبدالقادر

كم أشتهي
 
أرجوحة، في شعرها
 
وبحيرة في قرطها
 
وأحيك تحت الشمس، عمري كله من خطوها
 
أنا أشتهي، ما أشتهي
 
حتى حوائجها الصغيرة، أشتهي
 
مرآتها بالمحفظة
 
والمكحلة
 
منديلها الغافي، وطابع للبريد
 
يبدو على طرف الرسالة
 
يأتي بها ساعي البريد
 
منها إلي
 
آثار إصبعها الرقيقة
 
وأظل ألحق كل آثار لإصبعها الرقيقة
 
مبتلة، مرت على فمها لإلصاق الطوابع
 
* * *
 
كم أشتهي
 
إني أضمك، ضاحكاً، أو باكياً، أو خائفاً
 
ذا لا يهم
 
ما دمت متحداً معك
 
كالطفل تدمع عينه، ولسانه يمتص حلواء
 
وأدس أنفي فوق نحرك
 
لأشم عمري
 
خوفاً من الغول، الذي يدعونه بالذاكرة
 
تطفو عليها حادثات، أبتغي نسيانها
 
كم أشتهي، إني بلا ماض، وليس هناك غد
 
لأعيش يومي وحده، يومي فقط
 
كم أشتهي النسيان يغسل خاطري، حتى العظام
 
وأود لو جمعت في كيس، أغاني بلدتي
 
ورنين ضحكات الطفولة بالسرير
 
والوشوشات لفلة عند المساء
 
حتى تكون لها وسادة
 
مني هدية
 
في عيد ميلاد البراعم، عيدها
 
لأرى الزمان، يلوك إصبعه بثغره
 
في دهشة منها، يكفكف من لعابه
 
وأراه مأخوذاً بمرآها، فاسخر بالزمان
 
وأشد أنفه
 
وأقول في هزأ له:
 
كفكف لعابك، يا زمان
 
فحدودها خلف الزمان
© 2024 - موقع الشعر