العروبة العظمى - علي صدقي عبدالقادر

في يوم من عمري الساري
 
عبر الأجيال
 
أحسست ببوابة قلبي الوردية
 
فتحتها أيدي الحرية
 
ذات عشية
 
فدلفت لأعماقي
 
لأرى أرجوحة أشواقي
 
وإيماني الباقي
 
وأرود الجنبات المخيفة
 
فبدا لي وطني
 
في يده علمي
 
ورفعت ستائر أعماقي
 
لأرى دنيا القلب المجهولة
 
وطرحت أمامي بسط النور
 
فرأيت بدوراً، وشموساً، ونجوما
 
ورأيت عوالم أرضية
 
وسماوية
 
تغمرها الحرية
 
بإرادة شعبي المنتصرة
 
* * *
 
من أجلك يا وطني
 
عطرت ثيابي
 
بأزهار بلادي
 
من (بحر الأطلنطي) (لخليجي العربي)
 
أرخت بميلادك تاريخ كفاحي
 
وغرست ببيتي (قوميتنا العربية)
 
ذات الأغصان البلورية
 
تتراءى فيها أعراسي
 
تشرب من سحب الحرية
 
بسمائي الحمراء
 
من أجلك أوقدت مصابيحي
 
وصلبت العاصفة الحبلى
 
بأبالسة الإنس المسعورة
 
ورميت بها خلف الأبعاد
 
ما بين جحيم ورماد
 
* * *
 
ولأول مرة
 
أحسست بصوت (صلاح الدين الأيوبي)
 
في صوتك
 
في كلماتك ذات الأزهار
 
كنجوم شقراء
 
تتساقط في أيد (مئة المليون مواطن)
 
فتقبلها أعيننا، أودية النور
 
وتعانقها أضلعنا، أبواب الروح
 
في خطوك حمحمة خيول (صلاح الدين)
 
في صوتك خفقات الرايات المنتصرة
 
العربية
 
وصليل سيوف جدودي، جند الله
 
في نبرة صوتك ألف نداء
 
ودعاء
 
يدعو العرب لألف رجاء
 
يدعو للقاء الأمجاد
 
رغم الأبعاد
 
رغم حدود مصطنعة
 
ما بين تعاريج حروف من نور
 
تتألف منها (قوميتنا العربية)
 
في أحرف هذي الكلمة
 
تتلاقى
 
تمتد يدي ليد الشرفاء بني أمي
 
على الأفق الشرقي
 
لتثبت هذا الكون المجنون
 
على مرسى (أمتنا العظمى المتحدة)
 
ولتصنع للناس التاريخ الأخضر
 
تاريخاً لم يره الشيطان الأغبر
 
تاريخ سلام، وأمان أنور
 
تاريخ التاريخ الأكبر
 
تاريخ الوطن المتحرر
 
تاريخ العربي الأزهر!
© 2024 - موقع الشعر