و.. ينـسى المـوت نـفـسي - علي صدقي عبدالقادر

لن أترك نافذتي مفتوحة
 
للموت، فيأتيني
 
لن تدخل يا موت فبابي
 
مقفول في وجهك
 
فالزهرة في قلبي تحكي
 
قصصاً لم تتكامل بعد
 
وحروف قصائد، من شعري
 
تنتظر مطالع آلاف الأعوام
 
لأعيش بآلاف الأعمار
 
كي أعطي أشياء جديدة
 
* * *
 
لا تدخل يا موت فبابي
 
أحكمت رتاجه
 
لي سلة بسمات نظرة
 
لم أبسمها
 
ومواعيد، لم أنسجها
 
وخطى للقاءات خلوية
 
بدروب وردية
 
لا زالت في قدمي تحلم
 
لم أكره في عمري شيئاً
 
إلا حفار قبور الناس
 
إلا تالي الأوراد ببيت المأتم
 
* * *
 
فلينتظر الموت وراء الباب
 
ماذا؟؟ لو ظل ملايين الأعوام
 
خارج بابي
 
يتثاءب، ينفض عن عينيه غبار الدهر
 
ويقلم أظفاره
 
يتلهى بمطاردة ذبابة
 
ماذا؟؟؟ لو ترك العمر يطول
 
والناس تعمر، آلاف الأعوام
 
كي ينسى حفارو قبر الإنسان
 
حرفتهم
 
كي ينسى قراء الأوراد
 
جلستهم في بيت الميت
 
دخلوا في غيبته داره
 
لو عاش لما دخلوا داره
 
للضحك على مائدة لم يحضرها
 
لم يدع لها قراء الأوراد
 
لم يعرفهم طول حياته
 
يفرحهم قصف الأزهار
 
يفرحهم موت، تابوت، مأتم
 
* * *
 
ماذا؟؟؟ لو ظل الموت ملايين الأعوام
 
خلف الدنيا
 
يتثاءب، حتى ينسى نفسه
 
كي تصدأ آلته الحدباء
 
حتى تنسى الناس الدمعة
 
كي تفقد كلمة: -مات- المدلول
 
فيساءل طفل: ما معنى فبر، يا أمي؟؟
 
لا أدري، فالمعنى يحفظه القاموس
 
قد كان الموت زماناً، يا ولدي
 
في قصص الجدات
 
ينهي الأعمار
 
كانت فئة كسلى، حرفتها حفر قبور الناس
 
لكن الحفار، وقارئ أوراد المأتم
 
نسيا حرفة إبكاء الناس
 
صارا خلف المحراث الآن
 
في حضن الشمس
 
همهما إضحاك الناس
 
إسعاد الناس
 
لا شيء سوى حب الناس
© 2024 - موقع الشعر