[ .. للهِ مَـا أَخَـذْ .. ] // رِثاءٌ للأستاذْ : زكرِيَّا الرَّحالْ .. - أسامة بن محمد الجزائري

كنت فارس القلب من أول
و اللحين صرت فارس بلا سين

.. للهِ ما أخذْ ، و لهُ ما أعطى ..
و كلُّ شيءٍ بأجلٍ مُسمَّى ..

تنغَّصَ صفْوُ ذاتِي بعدَ قَرٍّ
مَسَاءَ قَرَأتُ موضُوعاً نَعِيَّا

فداهَمَنِي الشَّجَا من غَيْرِ إذنٍ
و تَرْجَمَ ذلِكَ الحُزْنَ المُحَيَّا

تَخطَّفَ هَادِمُ اللَّذاتِ عُمْرَ رْ
رَحَالِ غَرارَةً ، فاغتيلَ حَيَّا

نَشاشِيبُ الرَّدَى بِنُصولِ حَتْفٍ
أصابَتْ خِلَّنَا فغدى دَمِيَّا

صُعِقْتُ لِمَوْتِهِ لمَّا عَلِمْتُ
بِهِ من عِنْدِ صاحِبِهِ عَشِيَّا

وُقيتَ فجائِعاً يا سَهْلُ دَوْماً
بُعَيْدَ رحيلِ منْ كانَ الصَّفِيَّا

فما أصْماكَ ذابَ لهُ جَنَانِي
بِكَأْبَاءٍ تزيدُ لظًى وَ كَيَّا

تَبُوكُ تقاسَمَتْ آلامَ حِمْصٍ
و إنْ كانَ المَكانُ بدى قَصِيَّا

مُصابٌ واحِدٌ جَمَعَ الأراضِي
فَقَدْ فُقِدَ الَّذي كانَ الوَفِيَّا

أحبَّ الشِّعرَ وَ الأدبَ الأصيلاَ
عَلاَ بِهِما شِهاباً فَرْقَدِيَّا

أديبٌ شاعِرٌ نَظَمَ المَعانِي
فحبَّرَها رُواءً لُؤْلُؤِيَّا

قصائِدُهُ تُحاكِي بِانْسِجامٍ
جَمالاً مُلْفِتاً ، فَيُرى بَهِيَّا

( علاماتُ الوِدادِ ) وَ ( حَيَّرتني )
أتَتْ و تَنَمَّقَتْ حَبْكاً سَوِيَّا

و لا أنسى الَّتي حَمَلَتْ وَفاءً
لأُمٍّ طالَما هَتَفَتْ : بُنَيَّا

تَوارَى الآنَ خَلْفَ تُرابِ لَحْدٍ
تَضَمَّنَ هَيْكَلاً زانَ الثُّرَيَّا

فَكَيْفَ الحالُ عِنْدكَ يا صديقي ؟
وَ قَدْ أصبحتَ في جَدَثٍ خَفِيَّا

تَمَنَّيْتَ الوَفاةَ بِأرْضِ قُدْسٍ
فَحَقَّقَها لكَ المَوْلى قَرِيَّا

أتَدْرِي أنَّ أنْفُسَنا أحَبَّتْ
رُوَائِيًّا يُحَبِّبُها النَّبِيَّا ؟

أحَبَّتْكَ القُلوبُ بِصِدْقِ وُدٍّ
لأَنَّكَ من رَسَمْتَ لِلْحُبِّ زِيَّا

عَرَفْنا مِنْ خِلالِكَ سَمْتَ كُنْهٍ
لَهُ ، بِسِماتِهِ أضْحى جَلِيَّا

أبَا يَحْيى سُقيتَ شَرابَ طُهْرٍ
تَضَوَّعَ جَامُهُ مِسْكاً ذَكِيَّا

وَ قَرَّبَكَ الشَّكورُ البَرُّ مِنْهُ
جَزاءً بِالفَضَائِلِ سَرْمَدِيَّا

على وُدِّ الرَّسولِ وَ نَشْرِ شِعْرٍ
تَكَثَّرَ مِنْ نقاءٍ سَارَ رَيَّا

سَنَذْكُرُ ما حَوَتْ ( فَلْتَذْكُرونِي )
وَ نُبْقِي عَهْدَنا لكَ دائِمِيَّا

و نظمهُ ، أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..×
الأحدْ ، 20/01/2008

/ .. الهَوامِشْ .. /
- الموضوعُ الذي جاءَ فيهِ نبأُ موتِ الأستاذْ ( عليهِ رحمةُ الله ) ..

- صديقُ المرثِيِّ ، الذي أعلمنا بوفاتِهِ . و لقد أخذتُ كاملَ المعلوماتِ عنِ الأستاذِ منهُ بطريقةٍ غيرِ مُباشرة ، فجزاهُ اللهُ خيراً ..
- المدينةُ التي وقعَ للأستاذِ فيها الحادثُ الذي كانَ السببَ الرَّئيسي في وفاتهِ بعدَ ذلكْ ..

- مسقطُ رأسِ الأستاذْ ..
- قصيدتهُ الجليلةُ : ( علاماتُ الحُبْ ) ، و التي نشرها فِي رُواءَ قبلَ موتِهِ ..

- قصيدتهُ الجميلةُ : ( حيَّرتني " حارَ فِكري " ) ، و التي كتبها عندما أعجِبَ بقصيدةِ الدكتورْ : عبد المعطي الدالاتي ..
- قصيدتهُ البهِيَّةُ : ( أمٌّ على لِسانِ أطفالِها ) ، و هي منشورةٌ مع سابِقتها في موقعْ : صيدِ الفوائِدْ ..

- هِيَ : المدينةُ المنوَّرةُ ، فقد تمنَّى زيارتها حُبَّا في النَبِيِّ مُحَمَّد ( صلَّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) . و لكنَّ الله أرادَ لهُ الدَّفْنَ في أرجائِها ، و الوفاةُ هنا كِنايةٌ عن شِدَّةِ تعلُّقُهِ بمحبَّةِ الرَّسولِ ( عليهِ الصَّلاةُ و السَّلامْ )قلباً و إلاَّ فإنَّهُ لم يتمنَّى ذلكَ قولاً ..
- نسبةً للمنتدى الذي عرفتهُ فيهْ ..

- كِنايتهُ ..
- مطلعُ آخرِ أبياتٍ كتبها الأستاذْ :

فلْتذكروني إذا وارى الثرى جسدي
وصرتُ منقطعاً عن كل أعمالي

بدعوةٍ من حنايا القلب صادقةٍ
فعلّها بدّدت في القبر أهوالي

ولا يغرنَّكم ما كنتُ أظهره
بين الورى حسناً من طيب أقوالي

فالحمدُ والشكر للستار أظهرني
بالحسنِ دهرًا وأخفى سوء أحوالي

ياليته بعد ستر الذنب يغفرُهُ
بالعفو يسعد والإحسانِ أمثالي

© 2024 - موقع الشعر