نيلك يا مصر - أحمد فراج العجمي

من العادى أغيثونا
يا طائر البان حلق فوق وادينا

غرد بأنشودة في مصر تشجينا
وطف بنا بين أسرار الطبيعة نر

سم لوحة منها تثرى قوافينا
فالصبح لاح كصارم يهتك أس

تار الدجى مستنهضا أمانينا
والشمس تسفر حينا عن نضارتها

وتختفى خجلى فى برقع حينا
لنا السحاب الذى يسقى أرومتنا

فينبت الحسن في مصر أفانينا
يا طائر البان حلق فوق بيئتنا

وانثر على سمعنا لحنا يسلينا
فالنيل صفحته تهتز من طرب

والريح تعزف ألحان المحبينا
والعندليب يناجى الزهر في شغف

كما يناجى الورى اللهَ مصلينا
لنا النسيم يمر بالرياض يدا

عب الأقاحى ويحضن الرياحينا
والياسمين له ترنو العيون كفر

قد بدا وَسَط الرياض يهدينا
يا نيل مصر عصاك اليوم أكثرنا

كم نعمة فينا اجتثت بأيدينا
فى ضفتيك يبيت البعض منتضيا

لكل رائعة سيفا وسكينا
فى ضفتيك يئِن الروض من ظمإ

ما عدت أنظر بالربا بساتينا
ما عدت ألمح حول شاطئيك سوى

مخلفات بها غاضت قوافينا
هذى السهول التى لطالما نٌقشت

بالورد أمست قِفاراً من مساوينا
هذا الفضاء الذى لطالما انطلقت

فيه الطيور به صارت مساجينا
يا نيل مصر أما إنا بمُعترك

مع التلوث نجلوه وفيينا
لن نطعم العين نوما فى مضاجعنا

والنيل يدعو من العادى أغثونا
© 2024 - موقع الشعر