بدر الهدى - أحمد فراج العجمي

قصيدة بدر الهدى
 
هل الهلال بوصف أحمد ينشدُ
صلى عليه إلهنا المتفردُ
يا أيها القبر المنير كأنما
فوق الثريّا تستوى أو تصعد
كيف احتواؤك يا تراب على الذى
يهدى البرية نوره المتجدد
لولا قضاء الله أنا كلنا
منها وفيها ذات يوم نرقد
صنع الصحابة قبركم من فضة
والفرشُ من خز ولحدُك عسجد
لا ضير حسبك حب ربك مؤنسا
والعز والخلق العظيم موسَّد
ما كنت آمل قبل موتك أن أرى
نجما على وجه البسيطة يرقد
في وصفكم عجزت يمين الواصفي
ن ودونه يفنى الكلام وينفد
وأتى ربيع والثرى بك نير
وكأنه عن جنسه متفرد
حملتك آمنة المبارك حملها
نورا له كل البسيطة تنشد
وضعتك في شهر الربيع كأنما
ولد الهدى بدرا يضيء ويرشد
وقضى الإله بأن تكون مُيَتَّما
حتى تشب مُتيَّما تتعبد
يا أيها الطفل العظيم ستحملنْ
حملا ينوء به الأشمّ الأصلدُ
من فترة غفل البرية وانمحى
ذكر الإله وأهل مكة رُقَّدُ
لكن إذا غرق الورى في جهلهم
واشتد ظلم وادلهم الأسود
ألقى الإله بنوره فكأنما
ألفيت أركان الظلام تُبَدّد
وهداك ربك فاهتديت لحبه
فالقلب نور والفؤاد موحد
يا ابن الذبيحين اصطفاك مهيمن
أبشر بدين للجنان يُمهّد
فلَكُمْ به – من رحمة – فضلٌ على
كل البرية مسبَل لا يُجْحَد
يا أيها المدّثرِ انهض لا تنم
أنذر وذا جبريك معْك يعضِّد
اقرأ رسول الله باسم الله لا
تجزع فذا ميلاد دين يخلد
فخرجت بين سيوف مكة داعيا
وهم عدو أو شريف يحقد
عاداك ذو رحم وذو كفر وذو
قلب مريض واقتفاك الزهد
رفعوا لواء الكفر أما قولهم
سوءٌ وأما شرهم فمصعَّد
فسموت ترسم كل معنى ساميا
ونزلت في ساح الجهاد تردد
فإذا حياتك بين سيف الحق تم
حو وطأةَ الكفر البهيم وتُخمد
وبين ألوية الرسالة داعيا
باللين والحسنى وسيفك مُغْمد
وتجسدت فيك المكارم كلها
القرآن يمشي والضياء يسدّد
وحرمت من أم القرى لا من خنا
فالناس في ظل الجهالة أحسد
وأتيت يا خير الورى متقنعا
بيت الصديق وللرحيل تمهد
هيا أبا بكر لنرحل من هنا
فى خفية حيث العداوة تعقد
لا من فؤاد جازع بل حكمة
أخذا بأسباب النجاة تعضد
وتجمعوا بالبيت فى خيلائهم
وضلالهم وسيوفَهم قد جردوا
( والله يمكر وهْو خير الماكرين )
فمن سيهدم والإله مشيد
نم فى سريرى يا علي وبردتى
فالله منجز وعده ومؤيد
لبيك يا بن العم هاجر سالما
نفسى فداك وألف نفس تنفد
خرج الرسول وذر فوق رؤوسهم
حفن التراب ..وهل يراه الرقد ؟!
وأتى الرفيق إذا الظلام مسربل
حث البعير وغار ثور يقصد
يا غار تشرف بالذى شرفت به
هذى السماء لدى العروج وتسعد
يا غار تِهْ إن الذى سيبيت في
ك بغير ما تدرى النبي محمد
فى الغار نم يا سيدى وأنا سأك
فيك الثقوب كأنها لا توجد
لدغ الرفيق ولم يحرك رجله
لكنْ دموع بالنبىْ تستنجد
من ريقه تفل النبىّ كأنما
ما كان سما ولْيحار الملحد
واستيقظ البلهاء من غفواتهم
إبليس خطط والجنود تجندوا
نظروا الفراش إذا على نائم
جنوا جنونا كيف أفلت أحمد
هاتوا عليا واضربوه لعله
عن سر صاحبه يبوء ويعهد
في أي ثغر يا رجال فنقبوا
من يأتنا بهما يسود وينجد
جد الذين تغرروا فى بحثهم
حتى اقتفوا أثر الرسول وحددوا
وقفوا بباب الغار والصديق قا
ل القوم أعينهم لنا تسترصد
اسكت أبا بكر ولا تحزن فإن
ن الله ثالثنا يرد وينجد
نصر الإله رسوله وبجنده
رد الذى فى ريبه يتردد
( لولا قريش أخرجتنى ما خرج
ت ) فإنني أم القرى بك أسعد
لكن لعل الله ينصر عبده
ويرده لك فاتحا .. لا يبعد
وأتى سراقة يقتفى آثارهم
ارجع سراقة فالرسول مؤيد
ساخت يدا الفرس القوى وكيف لا
لله جند يا سراق تعضد
مر النبى بأم معبد التى
تقرى القرى وابن السبيل تزود
لكن وربى غير شاء عازب
ما عند زوجى ثم شىء يوجد
مسح النبي الضرع فاض لوقته
لبنا تباركت الأنامل واليد
وأتى قباء فكان أول مسجد
هيا عباد الله صلوا تهتدوا
يا أرض يثرب والمقام بها غدا
عدى العتاد أتى النبى الأمجد
هيا رسول الله أشرق إننا
فى ظلمة وضياء هديك ننشد
أنت الذى يسقى الغمام بوجهه
لك فى المدينة منعتان وسؤدد
تاريخنا من ها هنا بدأت خطاه
وعزنا بين القبائل أتلد
واضرب بنا فى أي ثغر تلقنا
أنا حسام فى يديك مهند
لو شئت كنا الفاتكين وإنما
من رحمة فاللين فيك مجسد
إن المدينة يا نبى تشرفت
بكم فأنتم للمدينة مولد
لولاك يا رمز النقاء لأمة
ما ظل فيها خافق يتنهد
حمدا لرب الناس أكرمنا به
يا خير داع باتباعك نرشد
© 2024 - موقع الشعر