أنين الوطن - أحمد فراج العجمي

أمسيت جريحاً يا وطنى
والكل أمامك أعداء

أمسيت تشاهد أبناءك
قد صاروا جميعاً جبناء

يحيون حياة تفتنهم
من مأمورين وأمراء

يرضون الذل لأنفسهم
فتحكم فينا السفهاء

يا قومي لا يهلك ربى
أقواماً إلا الجبناء

ما كان ليظلم من عبد
ما ذل ولياً بولاء

فلكم من حق جنبتم
وظلمتم كم من ضعفاء

ولكم أهدرتم من حد
وأكلتم مال اليتماء

يا وطنى أبشر برجال
رفعوا ألوية الشهداء

قد علموا أنهم موتى
لكن فى الجنة أحياء

وكأن الموت لهم حلم
ليعيشوا عيش السعداء

قد هانت عندهم الدنيا
فأعادوا مجد العظماء

يا وطنى كم عشت غريباً
أبناؤك حولى غرباء

سأهب أناضل عن دينى
ينصرنى الله إذا شاء

ولسوف أموت فدا أرضى
ليظل الأخوة أحياء

وأجفف دمع أخي حتى
يتبسم من بعد بكاء

يا وطني سنظل جميعاً
وسنمحو معاً الظلماء

سنشيد من بعد الفوضى
ما قد أرساه الخلفاء

سنعيد إلينا عزتنا
حتى لو كانت بدماء

وسنصنع أملا من مهج
وسنرسى الأمن بأشلاء

فوراء النصر أرى طفلاً
لا يخشي بطش الأعداء

وينام الليل يرى أن
الأقصى يتقلب برخاء

ووراء النصر أرى أمّاً
تستنهض عزم الأبناء

أبنى فجاهد عن دين
كى نحيا وبكل إباء

والله أحق بنا هيا
لنلبي غوث السجناء

فبحجر تحمله سدد
تفضح أوهام الجبناء

بسلاح يحميه حق
فالحق قرين ببقاء

كن أول مقتول لكن
خذ منهم عشرة أبناء

وسأنجب من بعدك جيشا
كي يكشف عنا الغمّاء

إن كنت بنيي من كبدي
فالله يصَرّف بقضاء

يا وطني لن أبكي إني
أم الشهداء الشفعاء

سأظل أناشد ربى أن
يتقبل منى الشهداء

فبحق الله سنهزمهم
معنا إيمان ودعاء

يا أمتنا صبرا صبرا
سيعمُّك خير وهَناء

سنرد إلينا مسجدنا
ما كان إليه الإسراء

وسيعلو صوت الحرية
وسيشرق عز وضياء

© 2024 - موقع الشعر