تلبيَاتٌ في المُنْتأَى مِنْ عرفَات - سعد مردف

يا ليتَني في الحَجِّ، في عَرفَاتِ،
وعلَيَّ مِن خَوفٍ ومِنَ إخْباتِ

يا ليتَ دمْعي في الصَّعيدِ، وفي مِنًى
وعلى سُفوحِ الخيرِ، والعرَصاتِ

مَن لي بشمسٍ في المَقامِ تسُومُني
وأنا حَليفُ الذكرِ، في الخَلَوَاتِ

كفَّايَ ترتَعشَانِ ممَّا لجَّتَا
وسَوَاعدِي، والقلبُ في خلجَاتي

لبَّيكَ يا ربَّ الحجِيجِ دعوتَني
فأتيتُ مِن فَجٍّ، ومِن فَلوَاتِ

وأفضْتُ يحملُني الرجَاءُ، ودمعةٌ
أودعْتُهَا مِنْ خشيةٍ دعَواتي

لبَّيكَ، شُكرِي بالثناءِ مَزجتُهُ
ومحَضتُهُ بالشوقِ في عَرفَاتِ

لبَّيكَ ما خَفَّتْ إليكَ ركائبٌ،
وسَعَتْ إلى أُمّ القُرَى بثَبَاتِ

لبَّيكَ ما قَدَمٌ إليكَ تَعَجَّلتْ،
أو قَامَ ذُو تكبيرةٍ لصَلاةِ

أنا هَهُنا، والرُّوحُ في سَبَحاتهَا
سَلكَتْ هناكَ مَدارِجَ الرحمَاتِ

فاكتبْ لذِي دمْعٍ سَبيلًا إنَّهُ
ناجَاكَ في الآصَال، والغَدَواتِ

لبَّاكَ ما صَحِبَ الحجِيجَ، ولا نَوَى
إحرامَهُ بالحَجِّ من مِيقَاتِ

لكنَّما فاضتْ كؤوسُ حنينِهِ
في الظاعنينَ فَسَحَّ بالعبَراتِ

© 2024 - موقع الشعر