عرفان - سعد مردف

مالِي سِواكِ منَ الأحْياءِ إنسانُ
يُولِي منَ الحُبِّ باعاً فيهِ إحسَانُ

مالي سواكِ إذا همٌّ تملَّكَني
مَنْ يَجبُرُ الكسرَ منِي و هُوَ حيرَانُ

يا أمِّيَ الواحةُ الخضراءُ يا حدَبِي
و أمنيَاتِي ، و مَنْ للحبِّ برهَانُ

يا دوحةً في رياضِ الأمَّهاتِ رعَتْ
روحِي و جسْمي ، و غُصنُ البِرِّ فينَانُ

بذلٌ ، و فضْلٌ ، و إنعَامٌ ، و مرحمةٌ
فيضٌ مِنَ النورِ لا يحويهِ إمكَانُ

يا خيرَ فاطمةٍ غَنَّى لها قَلَمي
و خيرَ فاطمةٍ للخيرِ عُنْوانُ

سلخْتِ مِنْ زهرةِ الأيَام أجملَها
ترعينَنا ، و أبي وارتْهُ كُثْبَانُ

مضَى ، و أذبلتِ ذاكَ الطرفَ في سهرٍ
لله طرفُكِ للولدانِ سهْرانُ

و قدْ بذلتِ ربيعَ العمرِ عاكفةً
على البنينَ ومِنكِ الجهدُ ألوانُ

أوليتِنَا العطفَ حتَى كلُّنَا ملِكٌ
و فوقَ هامَاتِنا بالعطفِ تيجَانُ

و صنتِنَا منْ عوادِي الدَّهْر صابرةً
صبرَ المُحِبِّ ، و ملءُ القلْبِ إيمَانُ

غَذَوْتِنَا بحَنانِ الأمِّ حانيةً
فما أحسَ بنارِ اليُتمِ إنسَانُ

و ذُدْتِنا لرحيقِ العِلْم في صِغَرٍ
فأنتِ منْ عِلْمِنَا بحْرٌ ، و شُطآنُ

لكِ الفخارُ فخارُ الأمَّهاتِ بما
أعطيتِ من كنَفٍ ، و القلْب ريَّانُ

قبَّلْتُ رأسَكِ عِرْفاناً ، و ملءُ فمِي
شُكرِي لفضلِكِ لوْ يَجزيكِ عِرفانُ

© 2024 - موقع الشعر