هدية امرأة منتقبة! - أحمد علي سليمان

إيهِ يا أختاً – على التقوى - تُعِينْ
ولهذا أهدتِ القول الثمين

مَرجعٌ من حقه أن يُقتنى
فبه الفقهُ العظيمُ المُستبين

لِسَنا التوحيد يهدي قارئاً
لو به – بعد إلهي - يستعين

سِفرُ عِلم في مَراميه استمى
مَوئلُ الإيضاح والفهم الرصين

عَز أن تلقى كتاباً مثلهُ
رابطاً في هديه دنيا بدين

بالغاً – ب(ابن العُثيمين) الذرى
في بيان الحق بالعقل الرزين

لم نُوَفِ الشيخ يوماً حقه
فليُكافئ شيخنا الربُ المتين

شيخُنا لم يرتزقْ يوماً بما
حاز من علم التقاة الأولين

إذ يُحاكي اليوم فينا مالكاً
إن يُصبْ ظني ، وما خابَ اليقين

أو كمثل (الشافعي) انداح في
أمة الحق على مر السنين

فخرُنا ب (ابن العُثيمين) اعتلى
في الثرَيا موئلاً يُردي الظنون

بيّنَ العِلمَ ، وأفتى ناصحاً
مازجاً جداً وتفصيلاً بلِين

لم يَفتْهُ اليُسْرُ والتيسير ، لا
وبلطفِ القول ما كان الضنين

لم يُعَنفْ سائلاً مسترشداً
بين (جيم) - كان يُسْتفتى – وسين

كل سُؤل بجواب واضح
بدليل بيّن الفحوى قرين

ثم جاء الدورُ في الشرح على
مرجع يُدْعى رياض الصالحين

فانبرى الشيخ ، وأدلى دَلوَهُ
ناشراً علماً – على الحُسنى - يُعين

مُكْثِراً من كل خير يُرتجى
مُصْلحاً أحوال قوم ، والشؤون

لم يَخفْ في الحق سُوآى ظالم
لم يكنْ يخشى أراجيفَ الفتون

لم يكنْ يكتُمُ عِلماً يَتقي
أخذة الضُلال ، أو رَيبَ المَنون

ربنا ارحمْ شيخنا ، واغفرْ لهُ
وعلى العلم أعِنا يا مُعين

واجز أختي خيرَ ما تَجزى بهِ
كل أختٍ وازعَ التقوى تصون

حسْبُها زارتْ ، وأهدتْ أختها
خيرَ شرح في رياض الصالحين

رب كافئْها على معروفها
بذلها المعروف سمتُ الطيبين

رب وانفعنا بما علمتنا
رب واجعلنا هداة مهتدين

رب واجعلنا دعاة للهُدى
بين كافٍ أمرُ مولانا ونون

مناسبة القصيدة

(الهدية تعبّر بالضرورة عن شخص مُهديها! ومن هنا اختارتْ هذه الأختُ المؤمنة الحشيمة المنتقبة ، الكتابَ ليكون هديتها لأختها المريضة! وكانت قد زارتْها مرتين في مَشفاها. فأهدتْها في المرة الأولى كتاباً عنوانه: (القولُ المفيد في شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين)! وفي زيارتها الثانية أهدتْها كتاباً آخرَ عنوانه: (القولُ الثمين في شرح رياض الصالحين لابن عثيمين)! فكان الكتابان هديتين مميّزتين من أختٍ مميزة! ولها أهديتُ هذه القصيدة! فلقد احتارتْ هذه الأخت الصالحة في انتقاء هديةٍ مناسبة لأختها المريضة تلك. فقالت في نفسها: إن أهديتُها الحلوى والأطعمة ، فإنها تُؤكل وينتهي أثرُها! وإن أهديتُها الثياب ، فإنها تبلى على مر الأيام! فهل أهديها حاسوباً أو هاتفاً نقالاً؟ إن عندها من الحواسيب والهواتف ما أعجز أنا عن شرائه! وإذن فما الحل؟ وهنا وقع اختيارها بعد تفكير عميق على الكتاب! وإذن فأي كتاب تشتري لها؟ ذلك أن المريضة صاحبة كتب ، ولا تريد أختها في الله أن تختار كتاباً يكون عندها سلفاً! فراحت تستقصي من صويحباتها ، فعلمتْ أنها (أي الأخت المريضة) تنوي اقناء كتابين هما: (القولُ المفيد في شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين) & (القولُ الثمين في شرح رياض الصالحين لابن عثيمين) أيضاً! لأنها استمعتْ إلى المحاضرات التي ألقاها الشيخ ، وهو يشرح كتابيه ، فأعجبتْ بالشرح الماتع لابن عثيمين – حفظه الله تعالى -. فجعلتْ الأول في زيارتها الأولى ، والثاني في زيارتها الثانية! وكانت قد وضعتْ هديتيها في حقيبةٍ أنيقةٍ ووضعتْ مع كل كتاب وردة بلدية حمراء! وفي كل مرةٍ كانت تسألها قائلة: ما هديتي إليك؟ خمّني إذن؟ وبعد لأي وتفكير وتخمين تُفصِحُ عن هديتها ، فتُسَرّي عن المريضة ، وتُدخل عليها السرور ، لأن الكتاب كان مطمحاً لها وغاية! وراحتِ المريضة تشكر لأختها هذه الهدية وذلك الاختيار ، فصغتُ شكرَها قصيدة أسميتُها: (هدية امرأة منتقبة). راجياً أن أكون قد وفقتُ في القصيدة ، كما وفقت صاحبتُها في اختيار الكتاب هدية لها!)
© 2024 - موقع الشعر