لَا تَسئَلَنَّ فَقَد ضَاعَ بَيتِي

لـ محمود أحمد العش، ، في الرثاء، 3، آخر تحديث

لَا تَسئَلَنَّ فَقَد ضَاعَ بَيتِي - محمود أحمد العش

لَا تَسئَلَنَّ فَقَد ضَاعَ بَيتِي
وَضَاعَ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ بِنَا

نَبغِي إِلَيْهِ الْوِصَالَ وَنَرجُو
سَبِيلُ الْوِصَالِ إِلَيْهِ مُبِينَا

فَضَاقَ الفُؤَادُ بِمَا انْتَهَى
إِلَيْهِ الْمَقَامَ المُغَادِرُ عَنَّا

هَدَمْنَاكَ يَا بَيتَنَا وَأُحِلَّت
دِمَاكَ وَيَمْحُ الْهَوَى فِعْلَنَا

غُمَّ كَبِدِّ وَصَاحَ فُؤَادِي
وَبَاغِضُ قَلْبِي بِلَا وَطَنَا

عَدَا مَنْ خَذَلنَاهُ يَومَ قَتَلنَا
فَمَا بَعْدَهُ سَنَدًا لَنَا

كَذَا حَالُ مَنْ لَمْ يَصُنْ ظِلَّهُ
فَجَابَ وَهَبَّ كَرِيحٌ وَحِيْدَا

إِلَيْكَ بَقَى ذِكْرَيَاتٍ لَنَا
وَلَاحَ الطَّرِيقُ وَصِرْتَ عَجِيْبَا

فَنَذْهَبُ حَيْثُ نَرَى كَي نَرَى
حَبِيبٌ قَرِيبٌ رِضَاهُ يَقِينَا

إِذَا مَا عَلَى فِي بِلَادِ الْغَضَا
لَنَا قَد سَنَا دُونَ لَيْلِ الْغَضَا

فَعِيْشٌ بِبَيْتٍ غَضَارَةً
وَعِيْشٌ بِبَيْتٍ كَئِيبًا ضَنِينَا

فَمِثْلُ غَضَارٍ دَنَا بَيْتَنَا
عَدِيْمُ أَمَانَا وَإِنْ صَارَ صُلْبَا

وَقَدْ خُضِّبَت عَينُ حُبِّي بُحُزنِي
فَكَانَت دِمَايَ لَهَا عَلَمَا

وَمَوْتٌ بِرَاحَتِنَا صَعْبٌ
أَوَ الْمَوْتِ بِالْأَمْرِ قَدْ عَلِمَا

هَدَمْنَا عَظِيمً فَضَاعَ المَئَالَ
وَبَيْنَ البِحَارَ رَمَانَا زَمَانَا

فَكُنَّا مَسَاءً بِأَقْصَى الْيَمِينِ
وَصَارَ شَمَالٌ بِقَلْبِي رَقِدْنَا

فَكَيْفَ لَنَا يَظْهَرُ الْأَمْنَ
وَلَا يَعْرِفُ الْأَمْنَ مَوْطِنَنَا

وَكَيْفَ الْغَضَا يُخَبِئ عَيْبَنَا
وَهَا قَدْ مَضَى بِالْغَضَا يَوْمَنَا

وَكَيْفَ أَرَى الْحُبَّ هَائِمً
لِقَلْبِي يَطِيرُ فَلَيسَ جَبَانَا

وَكَيْفَ لِهَمْسِهِ أُصْغِي وَكَيْفَ
أُصَارِحُ مَحبُوبَ قَلبِ الحَزِينَ

بِعَزبِ حَنِينِ وَأَشجَانِ كَيْفَ
وَحَالِي فِرَاقٌ بِعُمْرِي مُدَامَا

فَيَا حُبُّ هَالْمَوْتَ يَكرَهُنَا
وَهَلْ يَشْتَهِي الْمَوْتَ غَافِلَا

فَحَقُّكَ يَا جَدُّ حَقًّا كَبِيرً
هَدَمْنَا أَمَانَةَ قَلبٍ جَمِيلَا

وَبَاتَ اللَّقَاءُ مِنَ الحَقِّ عَاجِزٌ
كَعَجْزِ الضَّعِيفَ بِضَعْفِ الْحَيَا

فَيَا جَدُ مِنْكَ السَّمَاحَةُ
بِيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ اللُّقَاءَ

© 2024 - موقع الشعر