لماذا لا يأكلون بيتي فور؟ - أحمد علي سليمان

شعاراتٌ تُردّدُها ، ولا تدري
بأن القوم في الأغلال ، والأسرِ

وأن الضنك قد أدمى معيشتهم
فبات العيش في (باريسَ) لا يغري

وأن الضيق قد أودى بمن حُكموا
مدى الأيام بالأصفاد والجمر

وأن الكرب أعظم مِن تحمّلهم
لأن الظلم - في الأصقاع - يستشري

وأن الجوع قد جلّى سرائرهم
فباحت ألسنُ الأقوام بالسر

وبنتُ مليكهم - في القصر - سيدة
وما أدراك ما تلقاه من خير

مطاعمُها من (البتيْ فورِ) والسلوى
ومشربُها من النهر الذي يجري

وملبسها حريرٌ ، طاب ملمسُه
ومنه يفوحُ منتشراً شذي العطر

وقد سطعتْ أساورُها وساعتها
وما لبستْ من الزينات والدر

ومنطقها - بلا خوفٍ - يُهدّدُها
فتنطقُ - بالذي تهوى - بلا ذعر

فكيف تُحسّ بالفقراء مَن قهروا
وذاقوا لوعة الحرمان والفقر؟

وكيف بها تعبّر عن مطالبهم
مَن احتجبتْ عن الأنظار في القصر؟

وكيف بها تقاوم بأس والدها
وتقنعه - بما في الشعب - من ضر؟

وكيف بها تغيِّر من تسلطه
فقد أمسى به - في شعبه - يُزري؟

بُنيّة إن ما تحيين من ترفٍ
دِماءُ الشعب قد حِيزتْ لمستمري

© 2024 - موقع الشعر