مقبرة الضمير - حامد حسن معروف

أنا في الحضور ، وأنت لا
تدرين أني في الحضور
 
أنا ههنا ! أنا في الند
يِّ ، نديِّ مقبرة الضمير
 
شیعت طهر الأمس عن
جفنيَّ ، عن ساح الشعور
 
وکرعت خمر الاثم حتی
صرت من بعض الخمور
 
أغرقت انساني . أنا الا
نسان ، في القدح الكبير
 
قدح تقود إلى الضيا
ع إلى الجنون . إلى القبور
 
للخمر صرت ، وصار ک
ل غدي . وما بعد المصير
 
الليل پوشك یا بغيُّ ،
يجود بالرمق الأخير
 
والنوم عاندني وأع
رض عن معانقتي سريري !
 
وأنا هنا . في القبو ، خل
ف القوم ، في الركن الضرير
 
أنزلتني یا "عار" عن
شرفي . وحتى عن غروري
 
في الليل . في الرمضاء بن
هشني اللظى . في الزمهریر
 
شهقت مصابيح النديِّ ،
وغصَّ ، لكن بالعطور
 
وعبرتِهِ في موکبيْ
ن اثنين ، من عطر ونور
 
فاجتاحت الملهى ، ومن
في الحيِّ زوبعة العبير
 
وجلست فانزلق الحر
ير - كما أردت - عن الحرير
 
ومشى إليك ، معربد ال
خطوات ، مشبوب الزفير
 
فأطلّ وحش الجوع في الن
ظرات ، مسعور الهدير
 
وأنا هنا ، أنا في النديِّ
نديِّ مقبرة الضمير
 
أنزلتني يا "عار" عن
شرفي ، وحتی ... عن غروري
© 2024 - موقع الشعر