إلى عابثة - حامد حسن معروف

أوَ تجرأينَ - وأنت ماردة – على
أن تغمزي من كبرياءِ الماردِ ؟
 
لم يبق من أمسِ الهوى عندي سوى
قارورتي عطر ، و بضع قصائدِ
 
هذي على كبدي تنامُ ، وهذه
تندسُّ كالأحلامِ بينَ وسائدي
 
تلكَ القصائدُ یا "غويّة" زاحمت
لله صاعدة صلاة العابدِ !
 
كلماتها وهجٌ ، فلو علقت بها
يد ناقدٍ لحرقنَ كفَّ الناقدِ
 
لا تُسكتي اللَّهفَ المعربد في دمي
ونعیم نار فمي ، و شهقة ساعدي
 
ما غادر الشّفة الغميسة باللَّظى
إلا ليزرعَ نهدة في النَّاهدِ
 
ولربَ سنبلة هنالكَ أدركت
سرَّ الحياةِ على ذراع الحاصدِ
 
وعبرتِ في جفنيّ عاجلةً كما
عبرَ اليقينُ على ضميرِ الجاحدِ
 
كالنَّجم ما علَّقته مقلةُ راصدٍ
حتی تفلَّتَ من جفونِ الراصدِ
 
کرمي - و للعَطِرات يوم قطافهِ -
فرح ، وتشهق بالشهيّ موائدي
 
لاتنكري !! لم تنطفىء شُعَل على
غمازتَيْك ، ولاتعذَّر شاهدي
© 2024 - موقع الشعر