من مبلّغ العتب المرير أمية - حامد حسن معروف

فِتَنُ الخلودِ، مناعمٌ وجمالُ ؟
أمْ لوَّن المُتعَ العِذابَ خیالُ ؟؟
 
الظَّامئونَ إلى الصَّباح ِ، وعنده
سكر السُّقاةُ، وعربد النُّهَّالُ
 
يتلمَّسون طریقَ کلِّ حقيقةٍ
في الله ، لا نكثٌ ، ولا ضُلَّالُ ؟
 
وردوا ظلال يقينه، فتلطَّفتْ
نفحاتُ هاجرةِ الشُّكوكِ، فقالوا
 
لقيَ ابنُ إبراهيم أيَّ رغائبٍ
يعيا بها التَّفصيلُ ، والإجمالُ ..
 
طلعت بها عَدَنُ الخلودِ عليهمُ
وتبرَّجت مزهوَّةً ، تختالُ ..
 
الصُّبحُ إن فكَّرتَ يطلعُ ، والضُّحى
والسِّحرُ - إن حدَّثتَ - والسّلسالُ
 
مُتَعٌ يلوِّنها خيالكَ مترفاً
تلجُ القلوبَ كأنَّها آمالُ
 
صورٌ ملوَّنةُ السَّنى ، مزهوَّةٌ
وسلاسةٌ في القولِ ، واسترسالُ
 
وتموجُ في قسماتِ أبلجِكَ الضُّحى
والطَّالعانِ : اليُمْنُ والإقبالُ
 
وزهدت بالمتع ِ الشَّهيِّةِ، فاستوى
في حُكمكَ الياقوتُ، والصَّلصالُ
 
ونكرت نفسك عاقلاً رغباتها
والعقلُ إنْ بلغَ الكمالَ عقالُ
 
ويكاد يجهلُها السَّميرُ، وإنَّما
نمَّتْ على النَّسبِ العريقِ خِلالُ
 
تتعهَّدُ المتعطّفينَ ، كأنَّما
أنتَ الأبوَّةُ ، والأنامُ عیالُ
 
وسموتَ عن ضَعةِ السِّياسةِ والسَّنى
في البدرِ لم تعلقْ بهِ الأوحالُ
 
لا تستجيبَ لكبرياءِ دلالها
يوماً ، وبعضُ الكبرياءِ دلالُ
 
رعناءُ يُقلقُها الحنينُ مع الجفا
ومع اللقاء تبرُّمٌ ، وكلالُ ..
 
تستمهلُ المتعجِّلينَ إلی غدٍ
وأمرُّ من إخلافها الإمهالُ
 
خدعٌ تدارُ علی أحبَّتها إذا
وردت بهم آلاً ، ترقرق آلُ
 
يتنصَّتونَ لهمسها ، وكأنَّهمْ
مُثَلٌ ، وهل يتكلَّمُ التِّمثالُ ؟؟
 
الحقُّ ، والصُّلحاءُ ، من خصمائِها
والسَّيفُ من حلفائِها ، والمالُ
 
ومكابرِ، أشرٍ تنكَّر للعلی
ناضلتَه ، والمكرماتُ نضالُ
 
خنثُ المعاطفِ لا يُقرُّ عقيدةً
مع كلِّ ريح ِ غوایةٍ میَّالُ
 
يعتلُّ من تيهِ الصِّبا ، وكأنَّهُ
ثمِلٌ یکادُ کثیبُه ينهالُ !!
 
أتضمُّه حَملاً ؟ وفاتَكَ أنَّهُ
في جانحيكَ عقاربٌ وصلالُ
 
من مُبلغُ العتبِ المريرِ أميَّةً
أحسبتُمُ : أن الأسود سِخالُ ؟؟
 
الَّلاذقيَّةُ غيلُ هاشمَ عمِّکمْ
للأسدِ زمجرةٌ بها، و صَيالُ
 
ما بدَّلوا عهدَ الكفاح ، وإنَّما
ريعَ الكناسُ ، فدمدمَ الرِّئبالُ
 
لا يسألونكمُ ثوابَ جهادهمْ
شرُّ الثوابِ ضراعةٌ وسؤالُ
 
فدِماءُ عمَّكَ يا أميَّةُ أطفأتْ
عطشَ الرِّمالِ ، فثارتِ الأخوالُ
 
ومنعته نعمَ الجهادِ ، كأنَّما
أنت النبيُّ ، و هذهِ الأنفالُ
 
وتركتَ للتَّاريخ صفحةَ غاصبٍ
فليخجل التَّاريخُ ، والأجيالُ
 
واليومُ كالأمسِ البغيضِ وإنَّما
تتغيَّرُ الأسماءُ ، والأشكالُ
 
أشفق على الوطنِ الذَّبيح ِ، فحسبُه
كيدُ الدَّخيل ، وحسبكَ الإذلالُ
 
وَدَعِ الأولى ظلمُوا أخاكَ ، وعهدُهمْ
يا للألى زالَ الزَّمانُ ، و زالوا
 
اللهُ أكبرُ يا لدينِ محمَّدٍ
في اللَّاذقيَّةِ تحرقُ الأطفالُ
 
أفنانُ دوحةِ "جابرٍ" ، لا غادرتْ
مُتفيِّئيكِ أشعةٌ ، وظلالُ
 
ما اعتلَّت النَسمُ البليلةُ في الرُّبى
وتوَّقدتْ في الشَّاطئينِ رمالُ
 
ويُدلُّ مزهوَّ الحياةِ وليُّكمْ
في العالمينَ ، وحقُّهُ الإدلالُ
 
حنَّ الزَّمانُ إليكمُ ، فعهودُكمْ
بَلَجٌ بناصيةِ الزَّمانِ ، وخَالُ
 
ألقُ الصَّباحِ على ضريحِكَ مائجٌ
وجمالُ كلِّ كرامةٍ و جلالُ
 
قبَّلتُه شفقاً نديَّاً عاطراً
فتخضَّلتْ شفتايَ ، والأذيالُ
© 2024 - موقع الشعر