الرحيل المرير - أحمد علي سليمان

هوّنْ على القلب الكسيرْ
والحقَ قل لي يا أميرْ

هل أنت راض بالقضا؟
طمئنْ سنا القدر القرير

هوّنْ على الأجفان من
قيح الدموع المستطير

هوّن على الأكباد من
ذل العذابات المرير

إذ يوم أن فارقتني
عانيتُ من قيظ الهجير

ثاو هنا قلبي أنا
والفرحُ لو تدري قصير

كم ذا عبدنا الله في
أعطاف وادينا الكسير

كم ذا تلونا من كتا
ب الله ذكراً ، نستنير

كم ذا قرأنا واتعظ
نا من أحاديث البشير

كم ذا رمينا الشص في ال
حفرات أو ماء الغدير

كم ذا تمتعنا بشدْ
و الطير من بعد الخرير

كم ذا تسلينا بصي
د (الصِير) من ماء عكير

والقوم غطوا في سُبا
تٍ وانفعالاتٍ ودُور

أعمارُهم وقتٌ زهي
يدُ السعر بيعتْ بالحقير

إصباحُهم للنوم ، بل
ومساؤهم للنردشير

فرعوْنهم حلى لهم
تضليلهم من غير نور

وإذا تراهم خِلتهم
فيهم فيوضاتُ النمير

والحق أن القوم في
عَمَهٍ وإعراض خطير

هم ألّهوا طاغوتهم
وتنكبوا هديَ القدير

عجباً لهذا الجمع من
حمقى ومِن أردى عشير

تعساً لهم ولفعلهم
والحمق يجتاح الضمير

فارقتني لجوارهم
فحييتُ وحدي كالأسير

أنت الذي بإخائه
بعد المهيمن أستجير

كم كنتُ أفخر بالمحب
ة هذه ، ولها أطير

بعد المصير المُر هل
تجدي القصائد والصرير؟

كنا معاً إلفين لو
مَضَيا مضى الخيرُ الكثير

أخلاقنا من هدينا
بالدين ، ما أحلى المسير

© 2024 - موقع الشعر