وصية معلم لطلابه باللغة العربية - أحمد علي سليمان

لكمُ الضادُ مَلاذ وحِمى
فافتدوها يا صغاري بالدِّما

وعلى النطق بها فلتحرصوا
تبلغوا بالمجد آفاقَ السما

أشعروها أنها نبراسُكم
تجدوا في فرقديْها القيَما

وحروفُ الضادِ عِيدٌ وضيا
وحروفُ الغيْر ظِلٌ ودُمى

وكذا النحو شبابٌ يانعٌ
وأرى الصرفَ يُسلي الهِمما

ولضادِ العُرب شِعرٌ خيّرٌ
ما ابتغى مَن أنشدوهُ الدرهما

إنما لله كانوا أنشدوا
فاعتلى الشعرُ الذرى والقِمما

أيها الطلاب ، صونوا ضادكم
واجعلوا الرجعى إليها مغنما

ثم أدَّوا واجباتٍ طلبتْ
كي تكونوا - في الحياة - العُظما

إن آمالاً عليكم عُقدتْ
ومع الآباء عقدٌ أبرما

فاجعلوا العلم سبيلاً للعُلا
وسلاحاً قل أن ينهزما

ولسان الضاد مفتاحُ المَضا
وسراجٌ بات يمحو الظلما

لغة القرآن والتقوى معاً
بهما نغزو الدنا والأمما

هذه (أم القرى) تغبطكم
فانهلوا العلم ، وكونوا عُلما

والكفاءاتُ بها كم بذلتْ
ولذا رُدُّوا الجميلَ العَمما

هيئة التدريس كم قد علمتْ
لتراكم في السماء النجُما

فاخدموا العلم ، وكونوا أهله
نحن – للتعليم - كنا خدما

واقرأوا في كل فن ، واكتبوا
واجعلوا الحِلم لهذا سُلما

وادرسوا ، واحترموا أستاذكم
حُق للأستاذ أن يُحترما

ثم للعلم اعملوا كي تسعدوا
واصحبوا القرطاسَ ثم المِرقما

قدّموا الأسوة في أنفسكم
ولداء الجهل كونوا البلسما

حوربتْ - بين البرايا - ضادُكم
فانصروها ، إنها نعم الحِمى

ودَعوا كل دخيل مُقرفٍ
فاز مَن كلَّ دخيل قد رمى

نحن في (أم القرى) نرجو لكم
كل خير كي تصونوا الدعَما

وأردناها مناراً شامخاً
أهله للعلم ساروا قدُما

كم نقاشاتٍ أثيرتْ ورؤىً
كانت الضاد بهن الحكَما

أيها الطلاب ، أجزلنا العطا
فاشكروا الجُهد ، وكونوا كُرما

شكرُنا أن تفهموا ، أن تعلموا
هل أخو الحمق كمن قد فهما؟

ما بجهل قد تسامت أمة
فبدون العلم نغدو غنما

نحن يا أبطال جمعٌ راحلٌ
عن قريب ، ثم نمسي عدَما

فاذكرونا بجميل تؤجروا
أنتمُ - في الناس - خيرٌ سِيَما

فاسألوا الرحمنَ أن يُكرمنا
واطلبوا التقوى لنا والرحُما

ربنا الله ، عليهِ أجرُنا
فاز مَن يدعو المليك الحَكَما

© 2024 - موقع الشعر