سقطة معلم

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في الفكاهي، 9، آخر تحديث

سقطة معلم - حيدر شاهين أبو شاهين

دققتُ البابَ قالت مَن يُنادي
أجبتُ أنا وقد سَلبَتْ فؤادي

فأنغامُ الحروف تملكتني
وزادت فيَّ للرؤيا عِنادي

فقالت مَن تَكونُ فَلستُ أدري
وماذا تَبتغي هَل مِن مَعادِ

أَنا فَادي المُدرِسُ مَن طَلبتُم
ﻹبنَكُمُ وأقلَقتُم رُقادي

وهاقد جِئتُ كي أُعطيهِ دَرساً
على عجلٍ وما هذا مُرادي

أبوهُ قالَ أنَّ لديهِ فحصٌ
سيُنجِزهُ صَباحَاً غيرَ عادي

فآثرتُ الحضورَ على عُجالٍ
لكي لا يخسَرَ الدرَجاتِ شادي

فقالتْ لحظةً سَأعودُ حَالاً
وغابت رُبَّما نَزَلت بِوادي

ﻷنّي قد شعرتُ بأنَّ دهراً
مضى وأنا أدورُ على انفِرادِ

كأنّي نِمتُ لم أدرِ بِحالي
مِنَ الإرهاقِ والإرهاقُ زادي

وإذْ برجالِ أمنٍ حاوَطوني
بكلِّ الجَاهِزيَّةِ والعِتادِ

بأيديهِمْ سلاحٌ رَامَ فتكاً
وإصبعُ يشتَهي ضَغطَ الزِنادِ

وأصواتٌ عَلتْ مِن فوقِ رأسي
وتَأمُرُني برفعٍ للأيادي

ذُهِلتُ لِوهلةٍ وَحسِبتُ أنّي
غفوتُ وفقتُ في أرضِ الأعادي

هُنا فَتَحتْ لبابِ البيتِ أُنثى
عجوزٌ أيقظتني مِن سُهادي

كأنَّ الموتَ حَرَّرَها وعَادتْ
كما الأحطابِ مِن بينِ الرَّمادِ

وتَصرخُ ذَلِكَ المعتوهُ آتٍ
ليَسرِقَني وقد يرجو وِدادي

يُدقدِقُ بابَ بيتي بالليالي
بِدعوى أنَّهُ الأُستَاذُ فادي

هُناكَ عرِفتُ أنّي قدْ وَقَعتُ
ضحيَّةَ مقلَبٍ والأَمرُ بادِ

فحاولتُ التَمنُّعَ باعتقالي
ورمتُ الشَّرحَ للفذِّ القيادي

ولكن دونَ جَدوى كانَ صَوتي
كما فِقهي وعِلمي واجتِهادي

فَجروني إلى العَرَباتِ جرّاً
وركلاً كُنتُ أُرْكَلُ كالجِيادِ

لَبِستُ لِتُهمَةِ الإرهابِ ظُلماً
كحَظّي حينَ حيكَ مِنَ السّوادِ

ولمْ تنفَع شَفاعةُ مِن شفيعٍ
ولا تنزيلُ مِن ربِّ العبادِ .

.....................
بقلمي حيدر أبو شاهين .

© 2024 - موقع الشعر