كفى لعباً باللغة العربية - أحمد علي سليمان

هداديكِ اسمعي لصدى يَراعي
قريضاً صاغه فرط التياعي

أتخترعين ألفاظاً ونحواً
وترفضُ ضادُنا أيَ اختراع

يَمينَ الله هزلك في تباب
وليس لهذه الفوضى دواعي

وقبلكِ حاول الأعداءُ حتى
تواصلَ جُهدُهم دون انقطاع

وعابوا الضادَ ، واقتحموا حِماها
وأهلُ الضاد جدّوا في الدفاع

وسادتْ هجمة فرضَتْ علينا
وفينا خلفتْ بعضَ الوجاع

وباءَ المُفترون بشر حال
ضحية ما جَنَوهُ من الصراع

وخابَ المفلسون ، وما استمروا
وبالفشل انتهتْ كل المساعي

كفى لِعْباً بضاد العُرْب ، إني
أدافعُ بالقريض وباليراع

أريدُ لها التفردَ والتسامي
لتخرجَ من متاهات الضياع

أحب لها الثباتَ ، وإنْ تداعت
على تغييرها أممُ الرعاع

أحب لها اقتلاعَ أذى عِداها
لتشمخ بعد ذلك الاقتلاع

أحب لمن بها نطقوا التأبي
فلا يغدون من سقط المتاع

تُعِز الضادُ مَن يأوي إليها
وتُهديهِ مِن التبيان باعا

حَريٌ إن تكلمَ وسط قوم
بأن يلقى - لدى القوم - استماعا

وإن كتب المقالة خط خطاً
قد اشترعتْ بلاغتُه اشتراعا

وإن بذل النصيحة أن يُوالى
وإن نفحَ المواعظ أن تُراعى

وإن خطب الخطابَ له قبولٌ
ويَلقى - في المجادلة - اقتناعا

وليس يخافُ – بالضاد - ارتجالاً
فبالفصحى غدا شهماً شجاعا

مناسبة القصيدة

كفى لعباً باللغة العربية! (مُنذ القِدم والنيل من اللغة العربية مُستمر! واللغة صامدة لا تُبالي بالجُهلاء والسفهاء من أبنائها ، ولا بالبُلهاء السُخفاء من أعدائها! ولسوف تبقى هكذا مثل الجبل الأشمّ في وجه محاولات التغريب! وليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي أدافع فيها عن اللغة العربية! والعجيب في هذه الهجمة الشرسة اليوم على اللغة العربية ، أنها تلقى صدىً كبيراً عند الأبناء العاقين من أبنائها! من الذين رضعوا لبان العلمنة والتغريب! فباتوا ينظرون إلى العربية على أنها جزءٌ من التراث القديم الذي ينبغي تغييره!)
© 2024 - موقع الشعر