منصة الشعر - أحمد علي سليمان

مِنصة الشعر تستهوي المُجيدينا
وتستجيشُ أحاسيسَ المُحِبينا

وتبذر الشعر – في الآفاق - مُؤتلقاً
فينبتُ الشعرُ رَيْحاناً ونسرينا

ويَعبقُ الجو مِن أزهار رَوضته
شذىً يُضمّخ مَن يأتي البساتينا

وتبسِمُ الضادُ ، أن عادت نضارتها
حتى تهنئ فحواها الأساطينا

فبارك الله مَن أرسى قوائمَها
ووفق الشُعَرا ، كي ينصروا الدِينا

مِن كل حُر أبي ثائرٍ حَرب
يؤيّدُ الحقّ ، لا يهوى التداشينا

يُسّخرُ الشِعرَ في الطاعات مُحتسباً
وفي اتباع الهُدى لا يعرفُ اللينا

وكم يَذودُ - عن الأخلاق - تُعجبه
وكم يُبيّنُ عُقبى الخير تبيينا

وكم يُفندُ – للغالين – مِن شُبهٍ
يُقيمُ – عبرَ ثناياها – البراهينا

وكم يؤصّلُ للقيم التي وئدتْ
ووأدُها سَبّبَ التدميرَ والهُونا

وكم يَذبّ – عن الإسلام – كوكبة
من الرعاع الألى فاقوا الشياطينا

وكم يسوقُ تجاريباً وأقيسَة
وخبرة نستقي منها المَوازينا

وكم يؤلفُ – مِن أشعاره – دُرراً
واسألْ عن النور إن شئت الدواوينا

وكم يُسَطرُ ألوانَ البيان فمَن
يقرأ قطوفاً سيستملي المَضامينا

لأنه فطِنٌ ، يدري رسالته
فلا تراه - بدنيا الناس - مفتونا

ولا يُطوّعُ أشعاراً يُنقحُها
يُطري - بها وبفحواها - الفراعينا

وليس يكتبُ للأموال يَعرضُها
مَن يملكون - بدنيانا - الملايينا

ولم يؤلفْ - لأهل الفن - أغنية
تحتاجُ جرساً وأنغاماً وتلحينا

وليس ينشدُ أمداحاً مُرصّعة
يَكِيلها جهِلٌ يُزجي القرابينا

مِنصة الشِعر مأواهُ ومِنبره
ألم نقلْ أنها تهوى المَيامينا؟

إن كان منهم ، فقد مَدتْ إليه يداً
فليأتِ بالشِعر مِفصاحاً ومَوزونا

وليُلق - مِن فوره – شِعراً يليقُ بها
ليُصبح الشِعرُ – بالإحساس - مَقرونا

وكي ينافسَ مَن جاؤوا ومَن حضروا
لأمسياتٍ شدَوْا فيها مُلبينا

وكي يُمَتّع أضيافاً عباقرة
ساقوا المَحبة والإعجابَ عُربونا

هي المِنصة تُهدي الشِعرَ زائرها
حتى يبيت لها – بالفضل - مَمنونا

أدامَها اللهُ إيواناً نتيهُ به
إما هجرنا - على الدَرب – الأواوينا

© 2024 - موقع الشعر