من ركام ظلمات القرن العشرين - أحمد علي سليمان

رُوَيدكَ صَوْتُكَ هَزَّ الحَياءْ
فَهَلْ سَمِعَ القَومُ هَذَا النِّدَاءْ؟

وَهَل وَعَتِ الجَاهِلِيةُ مَا
جَهَرْتَ بِهِ فِي خِضَمِّ الغُثَاءْ؟

تُخَالِفُنَا فِي عَقِيدَتِنَا
وَفِي دَارِنَا ، ثُمَّ تُزْجِي الهِجَاءْ

تُنَدِّدُ بِالعُهْرِ عَمَّ الوَرَى
وَتَمْقُتُ مَا مَقَتَ الأَتْقِياءْ

عَجِبْتُ لِمَنْطِقِ مَسْتَبْسِلٍ
يثُورُ لِمَا قَدْ أَتَتْهُ النِّسَاءْ

رُكَامُ الضَّلالِ غَزَا أَرضَنَا
وَقَدْ غَابَ عَنْ خَافِقَيهَا الضِّياءْ

وَعَمَّ الدِّيارَ الفُجُورُ الَّذِي
يُعَرْبِدُ فِي الدَّارِ كَيفَ يشَاءْ

ظَلامٌ بَئِيسٌ تَغَشَّى الوَرَى
وَيُشْهِرُ بِالرَّغْمِ سَيفَ العَدَاءْ

لَهُ جُعْبَتَانِ لِمَنْ صَدَّهُ
وَمَنْ يشْتَهِيهِ وَلَو بادِّعَاءْ

سِهَامُ الطَّواغِيتِ فِي جُعْبَةٍ
لِمَنْ كَانَ يجْهَرُ لَوْ بِاسْتِياءْ

وَأَمَّا الَّذِي بَاعَ إِسْلامَهُ
فَجُعْبَتُهُ أُتْرِعَتْ بِالهَنَاءْ

وَإِنِّي لأَبْرَأُ مِمَّا أَرَى
وَأُعْلِنُ بُغْضِي بِدُونِ حَياءْ

وَإِنَّ القَرِيضَ لَيشْهَدُ لِي
وَبَعْضُ الصِّحَابِ غَلاَ فِي الثَّنَاءْ

يُقِرُّونَ بِالفِسْقِ أَودَى بِنَا
إِلَى أَنْ سَرْبَلَتْنَا صُنُوفُ البَلاَءْ

فَيا رَبِّ تُبْنَا ، فَمَكِّنْ لَنَا
عَسَى الله أَنْ يسْتَجِيبَ الدُّعَاءْ

© 2024 - موقع الشعر