ركام الضياع - أحمد علي سليمان

اللَّيلُ طَالَتْ ظُلْمَتُهْ
وَالوَهْمُ زَادَتْ قَسْوَتُهْ

وَالحُرُّ طَالَتْ غُرْبَتُهْ
وَالعَبْدُ سَادَتْ فَرْحَتُهْ

تَعْلُو الهُدَى مَرْثِيتُهْ
تَطْغَى عَلَيهِ كَآبَتُهْ

تَبْكِيهِ دَوْمًا فِرْقَتُهْ
كَيفَ اسْتُبِيحَتْ صَوْلَتُهْ؟

كَيفَ اسْتَحَالَتْ نُصْرَتُهْ؟
أَوْ كَيفَ زَالَتْ دَوْلَتُهْ؟

وَالخَيرُ طَمَّتْ غَيبَتُهْ
وَالنُّوْرُ وَلَّتْ هَيبَتُهْ

وَالعَدْلُ رَاحَتْ سَطْوَتُهْ
وَالحَقُّ مَرَّتْ جَوْلَتُهْ

وَالزُّورُ سَادَتْ زُمْرَتُهْ
وَالظُّلْمُ رَاجَتْ صَنْعَتُهْ

وَالشَّرُّ عَمَّتْ مِحْنَتُهْ
وَالكَوْنُ طَفَّتْ خَيبَتُهْ

فَاضَتْ رُكَامًا هَفْوَتُهْ
هَاجَتْ- ضَياعًا- كَبْوَتُهْ

قَادَتْ قَطِيعًا سَادَتُهْ
تَبْكِي دِمَاءً ذِلَّتُهْ

© 2024 - موقع الشعر