دروب الضياع - أحمد علي سليمان

تسيرُ لمَوتها ثلةٌ
وتمعِن في أسى العلة

ولا ترقى لمَكرُمةٍ
وتحيا في لظى الغفلة

تعاني في تقهقرها
لها الأوهام كالحُلة

صداقاتٌ ، وغانية
وكأسٌ تمتع الخلة

وأحلامٌ مُدللة
تقضي العمر في ذلة

لها في التيه تجربة
بها التهويل كالظلة

وآمالٌ مُعذبة
تعبي التيه في السلة

وتسعى نحو مأتمها
وباتت للورى مُثله

وطاقاتٌ مسربلة
وتحبو مثلما الطفلة

ولا تدري رسالتها
ولم تعرف لها مِلة

رأت في العُهر بُغيتها
وفيه حياتها سهلة

وتحمل في ترائبها
بقايا الحُمق كالأبله

تداولها الذين غووا
وبئس الجهل من عُملة

فلم تدرك رسالتها
وغاصت في دجى الشلة

وتركل مَن يناوئها
وقد تنزاح من ركلة

تعادي مَن يصارحها
وتهجو الخير والقِبلة

وتنشد في الدنا دعة
وتبعث روحها عبلة

وتلهث نحو أغنيةٍ
تدنس لحنها نهلة

وأرض في يد الأعدا
فأعطت للعِدا مُهلة

وطالت مُهلة البلوى
وعانى الطين مِن بله

ودينٌ في دجى القرطا
س مأسورٌ بلا علة

يعاني وأد قاتله
وأودت بالهُدى القِتلة

وعانى الخير مشتكياً
وطمّتْ بالهُدى الثقلة

وليس النور منطفئاً
سينصر ربنا القِلة

وإن كره الألى فسقوا
سيُظهر ربنا المِلة

على أيدي الألى صبروا
ونعم القوم مِن ثلة

وهذا جدّ مأملنا
وذا نبتٌ له غلة

يعيش المرء ما استهدى
له الإيمان كالحُلة

يُجمّله ، ويرفعه
فلا ينقاد للغفلة

© 2024 - موقع الشعر