الضياع

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 9، آخر تحديث

الضياع - لطفي القسمي

ذئاب الماضي تعوي
وكلاب الحاضر تنهش عظمي
وطيور المستقبل كاسرة
تترقب حضور ما بقي مني
وأنا ما بين الماضي والحاضر أحتضر
فعذرا لنسور المستقبل
فلن يبقى مني شيء لك
أنا من أنا؟
هل أنا في وطني ؟
هل هذه أرضي؟
أم هذا سجني؟
أنا من أنا ؟
هل أنا كما خلقني خالقي؟
أم صنم صممه سارقي؟
أين وطني؟
وأين رزقي؟
القصور من حولي
جمالها يعمي بصري
والبساتين الزاهرة
في ملك غيري
وعيني في الملكوت تدور
وأنا اللقيط هنا
لا أملك أي حق
ليس في ملكي
سوى نفسي
حتى الماضي
كتبه سارقي
والحاضر أخرجه سارقي
والمستقبل في ملك سارقي
وأنا الرقم المجهول في وطني
وأنا المتفرج على مسرحية السرقة
أخذت الصفوف الأمامية
وجلست أشاهد المسرحية
وليس لي حق في رفض العرض
ولا مغادرة المدرجات
أنا كما أنا
في المكان الذي وضعوني فيه
أشاهد مسلسلهم المفضل
وأتابع عرضهم الممل
ففي النهاية الأرض لهم
والسلطة لهم
ونحن هنا معهم
نملأ الفراغ الذي تركوه لنا
© 2024 - موقع الشعر