تغريدة في هجير الضياع - أحمد علي سليمان

رُوْحِي الفِدَاءُ ، فَعُدْ لَنَا يا مَوْئِلِي
وَكَفَى نُزُولاً لِلْحَضِيضِ الأَسْفَلِ

أَقْصِرْ ، فَنِصْفُ العُمْرِ وَلَّى مُدْبِرًا
إِنَّ اتِّبَاعَ الشَّرْعِ أَمْنَعُ مَعْقِلِ

دَعْ عَنْكَ مَا فَرَّطْتَ فِي تَطْبِيقِهِ
مِنْ أَمْرِ رَبِّكَ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ

وَدَعِ النَّدَامَى وَالسُّكَارَى والهَوَى
وَاحْمِلْ كَلامِي اليوْمَ أَجْمَلَ مَحْمَلِ

إِنَّ النَّصِيحَةَ دَيدَنِي وَطَبِيعَتِي
فَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصِيحَتِي ، وَتَأَمَّلِ

إِنَّ الرِّفَاقَ عَلَى ضَياعِكَ أَجْمَعُوا
لِيكُوْنَ عَيشُكَ مِثْلَ لَيلٍ أَلْيلِ

لَيسُوا بِشَيءٍ كَي نَقُوْلَ: عَلَى الهُدَى
بَلْ شلَّةٌ فَجَرَتْ ، وَأَخْبَثُ جَحْفَلِ

وَحَياتُهُم كَأسٌ يلِيهِ مُخَدِّرٌ
وَزِنًا يَرُوْجُ ، وَفِتْنَةٌ لا تَنْجَلِي

زَوْجِي الحَبِيب أَلا انْتَبِهْ لِشَقَائِهِم
فَلَكَمْ طُعِنْتَ مِنَ العِدَا فِي مَقْتَلِ!

حَتَّى مَتَى كَيدٌ يرُوْحُ وَيغْتَدِي؟
وَإِلَى مَتَى حِيلٌ عَلَينَا تَنْطَلِي؟

أَعَجِزْتَ أَنْ تَحْيا تَقِيًّا مُؤمِنًاً
يهْفُو إِلَى الجَنَّاتِ أَكْرَمِ مَنْزِلِ؟

فَاعْمَلْ لَهَا لِتَكُوْنَ مِنْ أَصْحَابِهَا
وَالأَمْرُ لَيسَ إِذَا اعْتَبَرْتَ بِمُعْضِلِ

تَغْرِيدَتِي هَذِي بِدَايةُ سَعْدِنَا
وَهي السَّبِيل لِنُصْرَةِ المُسْتَقْبَلِ

هِي ظُلَّةٌ تَمْحُو الهَجِيرَ ، فَجَازِهَا
خَيرَ الجَزَا ، وَهِي الصَّبَاحُ المُنْجَلِي

لَفَحَ الضَّياعُ حَياتَنَا وَعِيالَنَا
يا صَاحِ تُبْ ، وَعَلَى المَلِيكِ تَوَكَّلِ

© 2024 - موقع الشعر