من ركام هذيان حرف - أحمد علي سليمان

ألا يا كاذب الحرفِ
قلاك الشعر ، فاستكفِ

شعوركَ عابثاً يهذي
وزورك ليس بالمنفي

وزيفك لن يُزخرفه
جمالُ اللفظ والوصف

وآيات النفاق بدتْ
على الأشعار بالألف

وتلفيق الرياء جثا
كما الدوران واللف

قصائدُ لا حياة بها
تعاني سَكرة الحتف

تَكلفها يُسربلها
ويكوي النظم بالضعف

على الأوراق زبدتها
من الأوجاع لا تشفي

وأفكارٌ مفبركة
تسير على خطا الظرف

تولدها مناسبة
فتنشد خشية السيف

نشاذٌ كل لُحمتها
مفرغة من الجوف

تغني دونما طرب
ودون طلاوة العزف

إذا ما كان شاعرها
أسيرَ المال والخوف

فكيف تكون مطربة
برغم السمع والأنف؟

وقد بانت رثاثتها
وزيفٌ كل ما تخفي

لقد بات القريضُ هوىً
كقرع الطار والدف

يغنّي وفق أمزجةٍ
تحب طلاوة الطيف

لماذا حرفه يهذي
وتعقره رحى الطيف؟

لماذا اللحنُ يخنقه
بحبل النحو والصرف؟

لماذا يستبد به
شعورٌ من لظى الرجف؟

لماذا لا يرى الدنيا
بعين الزائر الضيف؟

وصدقُ الشعر منقبة
تنقيهِ من السخف

فلا تلقاه مبتذلاً
يسير على هوى العُرف

فمِن مدح لشرذمةٍ
تسوق الناس بالعُسف

ومِن تأليه مَن فجروا
وقادوا الدار للنسف

ومِن تطويع شرعتنا
بكل الجور والعنف

ومِن نبذٍ لمِلتنا
بشعر المسخ والقذف

فقبحُ لفظ منشده
وزالت قدرة الكف

قهرنا من تسولكم
فأنتم جوقة الصف

وأنتم أحقر الشعرا
وهذا القول من وصفي

برئ منكمُ شعري
وإن براءتي تكفي

ومنكم قد فررتُ أنا
فرارَ الأرض مِن خَسف

© 2024 - موقع الشعر