مظلومية جديدة! (معارضة لسالم النوبي) - أحمد علي سليمان

أمطِرونا بالعائداتِ مِرارا
وتمادُوا في حَيفكم يا سُكارى

وامكروا أهلَ الضلال ، وجدّوا
واجعلوا الظلم جُنة وشِعارا

وانفخوا في الجمر السعير طويلاً
واستبدوا كي تملأوه سُعارا

واغمروا الأرض بالمدامع تُردي
مَن عليها عمداً ، ودُكّوا الديارا

ثم روّوا الشر البغيض ملياً
واجعلوا من (حفظ السلام) سِتارا

واهتكوا الأعراض الشريفة ظلماً
فبناتي - بعد التشفى - عذارى

واقتلوا الأطفال البريئة جهراً
وانتقامُ الجبار يأتي جهارا

واجعلوا الليل بالقنابل يضوي
وانتصار القهار يأتي نهارا

واحرقوا العمران الذي في قرانا
وازرعوا في شتى الربوع البوارا

لن تُبيدوا الإسلام في فلذاتي
فعلوُ الإسلام أمسى مَنارا

وشموخ الإيمان فوق تلالي
جعل الغرب حائلاً يتمارى

تدّعون الإنصاف يا من ظلمتهم
ورحاكم في الظلم ليس تُجارى

وحقوق الإنسان فيكم أهينتْ
كم شربتم من الدماء بحارا

ورفعتم سيف التحدي غروراً
ونثرتم - فوق الأنام - الضِرارا

وسعيرُ الأحقاد أشعل ناراً
إنه في التدمير ليس يُبارى

واسألوا البلقان الكسيرة هذي
إيه يا بلقانَ الشعوب الحيارى

صابري ، واللهُ القدير يراهم
واصمدي للمستكبرين النصارى

وعِقاب الظلم المَرير سيأتي
وسيضطروا للمنايا اضطرارا

سوف تَطوي الصربَ الذئابَ البلايا
لن يُلاقوا عن الحِمام خِيارا

ليت شعري ، كيف استبدوا بشعبي؟
أسمعتم بالأرض تطفح نارا؟

هل سمعتم بالطفل يُشوي ويُرمي
في مفازات الأرض ثم يُوارى؟

هل سمعتم بالدار تغدو ركاماً
ولواها أمسى يعاني انهيارا؟

ثم تحت الأنقاض ماتت فئامٌ
ما استطاعتْ - من الخراب - فرارا

وصبايا عند الأعادي سبايا
كم سُقين - من الكلاب – المَرارا

أسمعتم بالنفط ينسف عدْوا؟
والعصافيرُ أمست تعاني اندحارا

أيها الغرب المستهينُ ببأسي
سوف أغدو لحداً يضم الكِفارا

وسراييفو في النزال جحيم
بدماء الصلبان يَرْوي القِفارا

هل علمتم عزمي وشدة عِزي؟
بات قومي للصرب حقاً جدارا

لم يخافوا الأوغاد طرفة عين
رَبّ زدنا نصراً ، وزدهم تبارا

غرّهم حِلمُ الربِّ حتى استبدوا
رَبّ زدْهم هزيمة وخسارا

© 2024 - موقع الشعر