رسالة مودة للشاعر سالم النوبي - أحمد علي سليمان

فاض كربي ، واهتاجتِ الأشجانُ
واستبدَّتْ بالخاطر الأحزانُ

واستكانتْ تشكو الفراق دموعي
وقلاني - في نوبتي - النسيان

دمَعاتي - في وجنتيّ - ثكالى
والمآسي في مُهجتي بركان

ونحيبُ الفؤاد يجترّ وَخزاً
ونشيجُ النجوى به هتان

سالمَ الخير قد رحلت ، فهلا
كان عندي – يا صاحبي – العنوان؟

لم يكن بعد (سالم) من عزاءٍ
عز عنه – وربنا - السلوان

كيف أنسى خِلاً كريماً وفياً
لم يُعوّضْ فراغه الخلان؟

كنتُ بحاراً في سفينة شعري
في خضم ، والسالمُ الربان

فنأى عني ، ثم صرتُ وحيداً
يحتويني - في مِحنتي - الميدان

أكتوي بالخذلان من جُل صحبي
تعسَ الخاذلون والخذلان

وأعاني من نار كل عميل
فمتى – قل لي – تنطفي النيران؟

ثم تشوي أحقادُهم نبتَ شعري
والقريضُ تدكّه الأضغان

يا صديقي أرسلْ إليّ كتاباً
فعسى أن يسترشد الوجدان

قمْ وسطرْ ، فالشوقُ هز فؤادي
ودموعي – على الجوى - بُرهان

وتحياتي يا أعز صَديق
زادُهن الإخلاصُ والإيمان

© 2024 - موقع الشعر