مضى الزمان أيها القلب - أحمد علي سليمان

يَا قَلْبُ قَدْ دارَ الزَّمانْ
فانشدْ - بمقلتكَ - الجِنَانْ

وارضَ الحَيَاةَ بِمُقْلَةٍ
أنتَ المُعَوَّضُ في اللِّسَان

كَمْ مِنْ بصيرٍ لا يَرى
وكذاك قَدْ حُرِمَ البَيَان

والكَوْنُ ماضٍ حَوْلَهُ
وتَراهُ يسعى في المَكَان

يَا قَلْبُ: قَدْ حَطَّمْتَني
وطعنْتَ بالأَلمِ الكيَان

أَنَا قَدْ كَتَبْتُ قصائِدي
يَهتَاجُ في دَمِهَا الحَنَان

وتُعَذِّبُ الذِّكرى سُدَى
والشعرُ مُنفَلِتُ العنَان

أَمضِي ، ويَسبقنِي الجَوى
ولكلِّ نيرانٍ دُخَان

إلاَّ جَحِيم كَوارِثِي
أبدًا يُعرقلنِي الهَوَان

والخِل بَاعَ صَداقَتِي
لِمَن اعتدى ، يَا لَلْجَبَان

يَا قَلْبُ ، ليسَ بمُخْلِصٍ
مَنْ يَلْعَنُ اليَوْمَ الزَّمَان

إنَّ الزَّمَانَ مُبَرَّؤٌ
مِنْ كُلِّ عَيْبٍ أَوْ طِعَان

والعَيْبُ فينا ، يا فَتَى
فاصْمُدْ ، وقَدْ آنَ الأَوان

© 2024 - موقع الشعر