ثباتاً أيها القلب - أحمد علي سليمان

يَا فُؤادي ، إنَّ الثَّبَاتَ عَسِيرُ
والأماني فوق السَّرابِ تَسِيرُ

كانَ دمعي في حيرتي يتوارى
لسْتُ يا دمعي مِنْ مَصِيري أَضِير

لَكِنِ الأيامُ التي شوقتني
قد قلتني ، والآن قلبي كَسِيرُ

إنَّ خِلِّي في المُوجعات كروبي
ليسَ مِنْ جمعٍ يَحتفِي ، ويُجيرُ

إنَّ صَحْبِي في النائبات سُطوري
هُنَّ لي السَّلْوى ، بَلْ وهُنَّ المَصِيرُ

صاحٍ ، لا تخْبرْ بالذي قُلتَ إنسًا
إيه قلبي ، إنَّ المَلِيكَ كَبِير

إنْ قَلاكَ الصَحْبُ الأُلَى قد أحبوا
ربكَ المَوْلى حسبُكُم ، والمُجِيرُ

أَوْ سَلاكَ الأَهْلُ الأُلى لم يحبُّوا
أنتَ بالقرآنِ الحكيمِ كَثِير

إنَّه جَبْرُ الكَسْر ، لا تَتَوانَ
خُذْ بخير القرآنِ ، فَهْوَ غَزِير

إنَّ دمعَ الحُزنِ البغيض عَدُوٌ
كيف تلقَى الأَعْدا ، وأنتَ حَسِيرُ؟

عينُك اليُسْرى ليس بالدمع تحيا
إنَّمَا يُحيي العينَ سهمٌ يَطِيرُ

كيف تَنْسَى بابَ الذي ليسَ يُنسى؟
إنَّ مولاك الحقَ نِعْمَ النَصِيرُ

إنْ قلاني ربُّ الوَرى مَن يُداوي
ربِّ لا تُخْزِ العينَ ، إنِّي فَقِيرُ

رُدَّ عينِي أنتَ المُجيبُ دُعَائي
ربُّنَا المولَى ، إذْ يَشاءُ قَدِيرُ

لا أراني بالمُسْتَحِقِ ، ولكنْ
أنتَ يا ربِّي بالدُّعاءِ جَدِيرُ

© 2024 - موقع الشعر