ليس هذا مكانك - أحمد علي سليمان

تمسّكْ بشرع النبي الرسولْ
ولا يضحكنّ عليك الفضولْ

وعشْ للعقيدة ، لا تنحدرْ
إلى درَك التيه ، بئس السبيل

وكنْ - في أمورك - مستبصراً
بدين المليك الرحيم الجليل

وحاذرْ من الكيد قد حاكه
عدوٌ عليك - به - يستطيل

وراجعْ ضميرك يا صاحبي
فموتُ الضمائر موتُ العقول

وأحسنْ لتدرك ما تشتهي
وعند الإله تنالُ القبول

وخل السفولَ لأربابهِ
فمثلك ليس له في السفول

ودعْ مَن تعزي بأوحاله
وبات يُضلل مَن يستميل

وحكّمْ فؤادك فيما ترى
فإن الفؤاد لديه الدليل

لماذا تفضّل جُنح الدجى
وبين يديك السراجُ الجميل؟

لماذا يَغرّك حرّ اللظى
وفي بيت ربك ظلٌ ظليل؟

لماذا تميل إلى هزلنا؟
وهل عاقلٌ - للضلال - يميل؟

لماذا تسير على دربنا
ونحن نعاني العذابَ الوبيل؟

لماذا تحنّ إلى نارنا
وقد أحرقتنا ، وطال العويل؟

لماذا تصرّ على رغبةٍ
أراها الخيال ، بل المستحيل؟

لماذا أراك تطيع الهوى
وما أنت بالجعظري الجهول؟

فلا تفتن الناس ، كن واعياً
وزايلْ كؤوس الخنا والشمول

كفانا الذي كم شقينا به
ولا تنكأ الجُرح حتى يزول

إذا أنت لم تهد من قد عصَوْا
وحادوا عن الحق هدْيّ الرسول

وزلوا وضاعوا ، ولم يفطنوا
إلى من يُزكّي الرؤى والميول

ونالوا من الغي مقصودهم
وأشْفوْا من المعصيات الغليل

وشطوا عن الخير ، واستكثروا
تكاليف شرع يسير نبيل

فزلْ أنت عنهم ، ونعم فتىً
قؤول لِلَفظ التقى وفعول

ولا تبتئسْ بالألى جاهروا
فكم يفتن الهازلين العُدول

وأحرى بك اليوم يا مسلماً
تمسّكَ بالدين أنْ لا يحول

© 2024 - موقع الشعر