ليته لم يعد - أحمد علي سليمان

أتاني يشتكي ما يعتريهِ
وليس لديه شيء ينتويهِ

فقلت له: أجبني عن سؤالي
بمثل إجابة الشهم النزيه

لماذا تذرف الدمع المعنّي
وتمكث واجماً في شر تيه؟

وتجترّ المصائب والزرايا
ولغز أساك ينشد من يعيه

ووحدك تدفع الثمن احتساباً
وبؤسك لم يجد من يشتريه

ففاجأني وقال: إليك عني
فإني اليوم في وضع كريه

وطعْن المرء في الميدان غدراً
أخف من المصيبة في أبيه

وطعن المرء في مال وصحب
أخفُّ من البلية في أخيه

مصابُ الأهل يرجح كل رُزء
كمثل مصاب عبدٍ في بنيه

وبين المرء حال الأهلُ صدقاً
وبين جميع ما هو يشتهيه

يمينَ الله عانى المرءُ حقاً
ولاكَ الحزنَ مما يعتريه

وسافر علَّه يحظى بسلوى
وخلَّف ما يحوز لدى ذويه

ولمّا عاد لم يظفر بشيء
فكلٌ فاز بالإرث الوجيه

فليت المرءَ لم يرجعْ إليهم
ليُصدم بالذي فعلوه فيه

© 2024 - موقع الشعر