خرج وليته لم يعد! (وجد بيته مهدوماً) - أحمد علي سليمان

تمرّ عذاباتٌ ، وتأتي شدائدُ
وتخمُد نيرانٌ ، وتغلي مكائدُ

وتذهبُ ثاراتٌ تعالي أوارها
وتزكو بلاءاتٌ ، وتُردَى قواعد

وتبنى أراجيفٌ ، وتزوى ثوابتٌ
وتزرعُ ألغامٌ لهن مواعد

وأسألُ ما ذنبُ الضحايا وجُرمُهم؟
ومازال شعبي يشتكي ، ويُكابد

ومازالتِ البلدانُ تقصفُ عنوة
وتمتد بالموت الزؤام الموائد

وأصقاعُ (صَيْدا) بالعذابات جُندلتْ
ففي كل يوم هجمة ومشاهد

يعَز علينا ما تعاني بلادنا
وأكبادُنا - مما تعاني - سوامد

خرجتُ ليقتاتوا بشيءٍ شريته
وعُدتُ ، وقلبي من أسى العَوْد واجد

إذِ البيتُ كومٌ من صخور تراكمتْ
وأهلي وأطفالي جميعاً حصائد

فيا ليتني لمّا خرجتُ أتى الردى
فما عشتُ وحدي للرزايا أجالد

وما عضني هولُ المُصاب وغالني
وما عذبتني بالشقاء الشدائد

وما العيشُ دون الأهل إلا بلية
وعندي على ما قد ذكرتُ الشواهد

ألا ليتني ما عدتُ أجترّ صدمتي
ويجرحُني طيفٌ من الهمّ شارد

فيا رب صبّرني وطيّب خواطري
فقد خانتِ العبدَ الضعيفَ المقاصد

© 2024 - موقع الشعر