أم المؤمنين عائشة! (مساجلة عشماوية) - أحمد علي سليمان

حَصانٌ تلك مُحصنة رَزانُ
وشاهدُنا الألى الحقَ استبانوا

وقد جَمعتْ مَناقبَ لا تُبارى
وليس بمِثلها شهدَ الزمان

حباها الله مِن دُرر المعالي
ويَعجز أن يُصورُها البيان

خلتْ مِن كل ما يُزري بفضلى
وتغبطها على الحُسن الحِسان

وسُؤدَدُها رفيعُ الشأن حقاً
بأنساب يُغلفها الصِيان

وأحساب نأتْ عن كل سُوءٍ
ولم يَذكر لها سُوءًا لسان

وأعراق خلتْ من كل عيب
وفوق العِرق طيّبة رَزان

وحازت في - الشرافة - كل أوج
ودُرٌ صِيتُ (عائشَ) أو جُمان

فجَدٌ في الذؤابة مِن عَشير
فما مِن قومه أحدٌ مُهان

أبوها أعظمُ الآباء صدقاً
ويشهدُ بالذي قلتُ القران

وأمٌ آمنتْ بالله رباً
فليس يحد فرحتها مكان

ومِن هذين (عائشة) أطلتْ
وفي القلب المحبة والحنان

رَوتْ ألفي حديثٍ ، واستدِلوا
لها العِرفانُ يَغمرُه امتنان

وأفتتْ عندما سُئلتْ ووفتْ
وكان لها - بفقه الشرع - شان

وناظرتِ الجميعَ لنشر علم
ووفقها المليكُ المستعان

ووقرها الصحابُ ومَن تلوْهم
وظللهم بصُحبتها الأمان

إلى أن نال منها ابنُ سلول
وتابعَه فلانٌ وفلان

فبرأها الذي خلق البرايا
وسُد البابُ ، وانهزمَ الجبان

وأخمِدَ إفكهم ، وانزاحَ كربٌ
وبُرئتِ المُطهرة الحَصان

إلى أن نال منها شر قوم
وداسوا الطهرَ ، والجبارَ خانوا

وشكوا في كلام الله قطعاً
وقد زعموا بأنْ بالسِلم دانوا

ونالوا عِرضَ (عائشةٍ) بسوءٍ
وعابوها ببهتان وشانوا

وكانت فتنة بلغتْ مداها
كمثل النار يعلوها الدخان

وكلٌ قد رمى فيها بسَهم
ونالتْ طهرَ (عائشةٍ) طِعان

وأهل السنة انتفضوا ، وصدّوا
بكل البأس ما ابتدعَ الرعان

ففي كفٍ يراعُ الشعر ماض
يُسربلهم ، وفي الأخرى سِنان

يمينَ الله ما انبطحوا لباغ
وعرضَ نبيّهم حفظوا وصانوا

وما قبلوا الدنية في التحدي
وفي الإقدام ما الشجعانُ لانوا

ولكنْ لقنوا الأعداء درساً
وإن رضخ العِدا ما الشم هانوا

وإنا خلفهم نقفو خطاهم
وإن بعُد المكانُ أو الأوان

وإن تكنِ المعارك ما انسحبنا
فنحن لها ، وللهيجا مِران

فوارسنا تخوض ولا تُبالي
وكل فتىً له فيها حِصان

ونُقبلُ دون خوفٍ أو لجاج
ومَن يخشَ العِدا فهْو المُدان

© 2024 - موقع الشعر