في أمِّ المؤمنينَ عائشةَ - حسن الحضري

ماذا يقولُ الشِّعرُ والشُّعراءُ
والكلُّ في النُّور المبينِ هباءُ

نُورٌ منَ الرَّحمنِ ينطق آيُهُ
بشهادةٍ تجري بها الآلاءُ

أثنى عليكِ الله فوق سمائه
لِيَجلَّ خطبٌ أو يُسَنَّ قضاءُ

وسطورُ وحيِ الله يُشرقُ نُورُها
في سقفِ بيتِكِ، والعلاءُ علاءُ

يا مَنْبِتًا عفًّا نقيًّا طاهرًا
شهدتْ له الثَّقَلانِ والجوزاءُ

وحَبَاكِ بالمختار سيِّدِ خلْقِه
شرفًا تَهَشُّ لِعِزِّهِ الأرجاءُ

في كلِّ أمرِكِ للبريَّةِ رحمةٌ
تمَّتْ بها من فضلِهِ النَّعماءُ

كم مُعضلاتٍ قد حملتِ جوابَها
قد حارَ بين دُروبِها العلماءُ

لبٌّ يحار اللُّبُّ فيه وحكمةٌ
ما نالها الحكماءُ والعظماءُ

فنَشَرتِ شرعَ اللهِ بعدَ نبيِّهِ
وأبوكِ تحت لوائه مضَّاءُ

وأبو قحافةَ لم يَفُتْهُ فَخرُه
وكذاك أمُّكِ بل كذا أسماءُ

آمنتُمُ بالله ربًّا واحدًا
يا أهلَ بيتٍ كلُّهم فُضَلاء

لولا الإلهُ خليلُ أحمدَ لم يكن
إلا أبوكِ، وتِلكُمُ القَعساءُ

والغارُ يَشهدُ والمدينةُ فضْلَه
ومواطنُ العُليا له شُهَداءُ

يا أيها الدَّاعي الجهولُ لِرِيبةٍ
واللهُ يعلمُ أنكم جهلاءُ

هذا كتابُ اللهِ يَنطقُ بَيْننا
والفَصلُ بينَ سُطورِه وضَّاءُ

هلَّا رجعتَ إلى الهدَى وسبيلِه
إذْ دُونَ ذاك ندامةٌ وشقاءُ

تلك التي مات النَّبيُّ بِحِجْرِها
وبِجَوفِ حُجرتِها له إيواءُ

وَأَحَبُّ خلْقِ اللهِ عند نبيِّه
وبِذاكَ صحَّ الخُبْرُ والأنباءُ

صوَّامةٌ قوَّامةٌ صبَّارةٌ
دِينٌ قويمٌ دُونَه العلياءُ

والجُودُ يومَ البَذلِ يَسبقُ كفَّها
فلها بذلك رايةٌ ولواءُ

يا أُمَّنا صبرًا على بَغضائهم
عمَّا قريبٍ تَنجلي البَغضاءُ

وكفاكِ أنَّكِ مَن يَسُبُّكِ حَدُّهُ
ضَربٌ بحدِّ السَّيفِ وهْو مُسَاءُ

© 2024 - موقع الشعر